سياحة ادبية
الشاعر الفحل الطيب محمد سعيد العباسي سليل الدوحة الطيبية الشيخ الطيب راجل ام مرحي مؤسس الطريقة السمانية في السودان فهو شاعر ابن شاعر والده الشاعر الجهير السيرة محمد سعيد العباسي خليفة الشيخ الطيب ووالدته اسماء الزبير باشا ود رحمة.
كان يعمل في القضاء ورغم ان القضاء من المهن التي اشتهرت بالجدية والصرامة الا ان شاعرنا لم تغب عنه روح الشعر فكان يعمل بالمحاكم بروحين روح الشعر وروح القضاء فكان كثيرا ما يعبر عن المتهمين الذين يمثلون امامه عندما يروي موقفه من الجريمة شعراً بأسلوب قصصي رائع وأنا اعتبره من الشعراء القلائل الذين برعوا في الشعر القصصي في السودان بلغة عربية فصيحة وشاهدنا علي ذلك قصيدة (لقيطة) والتي تحكي عن فتاة نشأت بين أترابها لقيطة تتقذفها الطرقات وعندما كبرت أصبحت حسناء المدينة (حلفا الجديدة) بادلها شاب وسيم الغرام وقضت معه أحلى الليالي ورأت فيه شاطي الامان ومع مرور الايام بدأ يشك في سلوكها بلا مبرر وأصبح يشتمها ويعيرها بانها لقيطة مومس بغي ويضربها فصممت علي الانتقام منه ومن المجتمع في شخصه فطعنته بخنجر في صدره فمات
عقدت المحكمة وكان شاعرنا رئيسها وبعد استماعه للشهود وقفت {الحالجميل}
المتهمة وقالت مرافعتها دفاعاً عن نفسها بلغتها العامية فصاغها شاعرنا شعراً وهي موجهة المرافعة للقاضي وهو شاعرنا قائلة:
مولاي سامحني ولا تعتب اذا ما خانني التعبير يامولاي
واغفر إذا كدرت ساحة عدلنا بمقالة مشئومة كصبايا
ما ضر عالمنا إذا هو لم تكن فيه قرابين وفيه ضحايا
فتحت عيني في الحياة وحيدة ما قادني في دربها أبوايا
أنا لم أجد أمي تهدهد مرقدي أو والدي حملت يداه هدايا
أنا ما لعبت بحضن امي مرة وما شاهدت عيني أبي عينايا
عشت السنين طويلة وعريضة في نبع احزان وفيض رزايا
وشقيت من هجران أترابي وما احلامهم من صبية وصبايا
في ملجأ قذر وادت طفولتي وسكبت في الطرقات نور صبايا
دنياي تشقيني وتكسر لوعتي ماذا جنيت أنا من دنيايا
حتي التقيت به وسيماً ساحراً فجعلته دون الذئاب حمايا
وقد كنت أهواه وتهوي عينه عيناي وتعشق ثغره شفتايا
هذا مني قلبي وكنت عزيزة ان الاماني. بعضهن منايا
بعض الرجال وكل منهم سيدي اتخذ النساء موائداً وسبايا
قد كان يأتيني كوحش جائع وينال مني الشيء دون رضايا
وأنا على فمه بغي مومس وأنا بناظره نتاج خطايا
كلماته ظلت سعيراً في دمي نظراته اضحت مدي وشظايا
فقد كان يسقيني الهوان وهذه صفعاته شهدت بها خدايا
حتى إذا حان القضاء ولم يعد للصبر يا مولاي أي بقايا
أغمدت خنجره بصدر طالما سكرت لضمة زنده نهدايا
مولاي سامحني ولا تعتب إذا ما خانني التعبير يا مولايا
واغفر إذا كدرت ساحة عدلنا بمقالة مشئومة كصبايا
هذه الاقدار هل لي حيلة إن طاوعت أقدارهن يدايا
انا لست مذنبة ولست برئية فاحكم ونفذ ما تري يا مولايا
هذا الشاعر الرائع الفحل الطيب العباسي فما رأيكم في هذا السرد القصصي الجميل
امير احمد حمد
الشاعر الفحل الطيب محمد سعيد العباسي سليل الدوحة الطيبية الشيخ الطيب راجل ام مرحي مؤسس الطريقة السمانية في السودان فهو شاعر ابن شاعر والده الشاعر الجهير السيرة محمد سعيد العباسي خليفة الشيخ الطيب ووالدته اسماء الزبير باشا ود رحمة.
كان يعمل في القضاء ورغم ان القضاء من المهن التي اشتهرت بالجدية والصرامة الا ان شاعرنا لم تغب عنه روح الشعر فكان يعمل بالمحاكم بروحين روح الشعر وروح القضاء فكان كثيرا ما يعبر عن المتهمين الذين يمثلون امامه عندما يروي موقفه من الجريمة شعراً بأسلوب قصصي رائع وأنا اعتبره من الشعراء القلائل الذين برعوا في الشعر القصصي في السودان بلغة عربية فصيحة وشاهدنا علي ذلك قصيدة (لقيطة) والتي تحكي عن فتاة نشأت بين أترابها لقيطة تتقذفها الطرقات وعندما كبرت أصبحت حسناء المدينة (حلفا الجديدة) بادلها شاب وسيم الغرام وقضت معه أحلى الليالي ورأت فيه شاطي الامان ومع مرور الايام بدأ يشك في سلوكها بلا مبرر وأصبح يشتمها ويعيرها بانها لقيطة مومس بغي ويضربها فصممت علي الانتقام منه ومن المجتمع في شخصه فطعنته بخنجر في صدره فمات
عقدت المحكمة وكان شاعرنا رئيسها وبعد استماعه للشهود وقفت {الحالجميل}
المتهمة وقالت مرافعتها دفاعاً عن نفسها بلغتها العامية فصاغها شاعرنا شعراً وهي موجهة المرافعة للقاضي وهو شاعرنا قائلة:
مولاي سامحني ولا تعتب اذا ما خانني التعبير يامولاي
واغفر إذا كدرت ساحة عدلنا بمقالة مشئومة كصبايا
ما ضر عالمنا إذا هو لم تكن فيه قرابين وفيه ضحايا
فتحت عيني في الحياة وحيدة ما قادني في دربها أبوايا
أنا لم أجد أمي تهدهد مرقدي أو والدي حملت يداه هدايا
أنا ما لعبت بحضن امي مرة وما شاهدت عيني أبي عينايا
عشت السنين طويلة وعريضة في نبع احزان وفيض رزايا
وشقيت من هجران أترابي وما احلامهم من صبية وصبايا
في ملجأ قذر وادت طفولتي وسكبت في الطرقات نور صبايا
دنياي تشقيني وتكسر لوعتي ماذا جنيت أنا من دنيايا
حتي التقيت به وسيماً ساحراً فجعلته دون الذئاب حمايا
وقد كنت أهواه وتهوي عينه عيناي وتعشق ثغره شفتايا
هذا مني قلبي وكنت عزيزة ان الاماني. بعضهن منايا
بعض الرجال وكل منهم سيدي اتخذ النساء موائداً وسبايا
قد كان يأتيني كوحش جائع وينال مني الشيء دون رضايا
وأنا على فمه بغي مومس وأنا بناظره نتاج خطايا
كلماته ظلت سعيراً في دمي نظراته اضحت مدي وشظايا
فقد كان يسقيني الهوان وهذه صفعاته شهدت بها خدايا
حتى إذا حان القضاء ولم يعد للصبر يا مولاي أي بقايا
أغمدت خنجره بصدر طالما سكرت لضمة زنده نهدايا
مولاي سامحني ولا تعتب إذا ما خانني التعبير يا مولايا
واغفر إذا كدرت ساحة عدلنا بمقالة مشئومة كصبايا
هذه الاقدار هل لي حيلة إن طاوعت أقدارهن يدايا
انا لست مذنبة ولست برئية فاحكم ونفذ ما تري يا مولايا
هذا الشاعر الرائع الفحل الطيب العباسي فما رأيكم في هذا السرد القصصي الجميل
امير احمد حمد