تويت
حسين عبدالوهاب عبدالكريم «مشتاق إليك يا نيل»
مشتاق إليك يا نيل
مشتاق إليك يا نيل وبحبكم ولهان
ماءك لذيذ ونمير يا متعة الأبصار
الأبيض الهادي يتهادى كالنعسان
والأزرق العاتي كالمهر في الميدان
يروون للتاريخ وحضارة السودان
ما ملو طول السير في ليل أو في نهار
في مقرن النيلين يتعانق النيلان
منظر جميل وفريد ما مثلوا اي مكان
يتلاقو في الخرطوم مع توتي بالاحضان
بالحب والتقدير يتواصل المشوار
يا نيل كفاك جمال حولك جنان رضوان
وتنظر عيون الناس منظر بديع فتان
طول الضفاف يانيل يتغني بيك نشوان
الطير بالتغريد في عالي الأشجار
من جنة الفردوس منبع مياهك كان
رؤياك يزيل الهم يمسح أسى الحزنان
نعمة ورغد في العيش لي كافة الجيران
ماءك لجين يانيل أرضك كساها نضار
أنظر جنان شمبات في مقابل أمدرمان
كم ليها غنى عبيد أو ردد الفنان
كم يحلو فيها مقيل بي رفقة الخلان
بين نغمة التلحين أو رنة الأوتار
كالسندس المفروش روعة وخضار ريان
عانق سماها يميس شجر النخيل والبان
والماء يجري يسيل في جدول البستان
صوت الخرير يشجيك وتناغم الأطيار
كم في رحابو نميل نتغنى بالألحان
نسمع هدير الموج في رملة الشطآن
والورد شكلو جميل من كافة الألوان
والجو نسيمو عليل يحمل شذا الأزهار
كم شوقي لي وطني يملاني بالاشجان
وارعى النجوم في الليل لي صيحة الاذان
في الغربة أشكو لمين؟ فاقد فؤادي حنان
مهما تدانى العيش لكن غريب الدار
في رحابو قمت ربيت بين أهلي والاخوان
روتني موية النيل وتشرب الوجدان
اصبح هواي وحيد في قلبي للأوطان
يا رب تعلو تفوق لي كافة الأقطار
تنزل عليها الخير تجعل ربوعه امان
والخير فيها يفيض بالشكر والعرفان
بالعلم والتوفيق يتقدم السودان
من كل شر محيط تحفظه يا ستار
