هذه الشجرة المخضرة الأوراق العميقة الجذور،
التي ندعوها الدوبيت، تحمل على أغصانها المثمرة أشكالاً متعددة
من الفاكهة الشعرية التي ترضي كل الأذواق.
وإن بدت للكثيرين عصية ومتمنعة، غير أن كل أيقونة شعرية فيه تحكي للأخريات عن جمالها وروعتها.
ونتحدث اليوم عن المطروالليل والفراق و في شعر الدوبيت السوداني، بإعتبارها مؤثرات تثير قرائح
الشعراء البدويين بعنف، وتدفعهم إلى مناحي الإبداع.
ظل الفراق ومنذ أقدم العهود الشعرية دافعاً قوياً لإنتاج الشعر، وهو كثير الدوران في شعر الدوبيت السوداني ونماذجه تكثر فيه وتتعدد، وقد أخذنا الشاعر المخضرم (شيخ الجيلي الشيخ الكباشي) بقصيدته "الفراق المر"
التي رفلت في نحو ثمانية مربعات إلى آفاق من الشجو الجميل، وهي قصيدة تصلح كنموذج مثالي لأحاديث الفراق المقفاة.
قبل أن نستعرضها نقول إن (شيخ الجيلي الشيخ دفع الله الكباشي1924ـ1979)
شاعرٌ فحل يحتل مكانة بارزة في قائمة شعراء الدوبيت السوداني، فأشعاره إعتلقت الجزالة، وتألقت بالرصانة، واحتوشتها الصور الرائقة والعبارات اللآئقة، وصدرت عن موهبة شديدة الكثافة وروح جوابة هوامة.
قصيدته "الفراق المر" تساقط مطرها الوردي عندما أفل ذلك القمر، واحتجبت تلك الشمس،
بمغادرة زينة الحي وحسناء الحسان برفقة بعلها المتعجل إلى بلدة كرري على الضفة الأخرى
من النهر، ضاناً بها عن أعين من حملوا لها في القلب عشقا، فرماهم الرحيل بنبال صائبة،
وبسهام صائدة، وأخذت قوافي شاعرنا (شيخ الجيلي) تقتات من موائد الفراق المر متكئة
لى جدران الرصانة في نبل ووجل وأسىً عظيم:
خَليتي البـــــلدْ حُـوتاً نِشـِفْ مِن مَـاهُو
وفَرِيقِكْ كَلُو الشُومْ حَطَمـــُو واعـمَاهُو
سَهْــرَاجةْ العُضَامْ زولِك بِقَـتْ سَامَاهُو
يَحَمِيكْ رَبي بيْ لُطْفُو الجميلْ وحِماهُو
لم يعد المكان في ذلك الصفاء المأخوذ من ألق تينك العينين المهاجرتين، وذلك الجبين المغادر،
فهرب الوسن من الأجفان، وأسلمها للسهر والأرق:
الـليـلـه البـلـدْ عِـكِـرْ بـَـعـدْ مُـو رايقْ
وقــام مِنـو الجـميـل ابْ قَــواماً لايقْ
خَلـيـتـيـلـنـَا يَا القَـدَّالـه سَهَـر المَايقْ
وِِداعةَ الله مِنْ عينْ الحسُود والعايقْ
أنَّى لتلك الساحات إشراقها، وأنَّى لتلك المآقي منامها، وكيف يكون الطرب، ومن أيِّ فجٍ
يأتي الفرح، وقد أدمى الرحيل أكبادنا وساقها لجروحٍ غائرة وقروح موجعة:
بَعَدْ ما يْسافِر البى وجودو نايره الساحَه
كيف يا التوم عُقُبْ حالْ المنام والـراحَه
بَـعَــدْ مــا كُــنــا طـربانين تَمَلي فـراحى
عَانْ هَا الصدمه والكَبِد المَدَمَى جِراحا
التي ندعوها الدوبيت، تحمل على أغصانها المثمرة أشكالاً متعددة
من الفاكهة الشعرية التي ترضي كل الأذواق.
وإن بدت للكثيرين عصية ومتمنعة، غير أن كل أيقونة شعرية فيه تحكي للأخريات عن جمالها وروعتها.
ونتحدث اليوم عن المطروالليل والفراق و في شعر الدوبيت السوداني، بإعتبارها مؤثرات تثير قرائح
الشعراء البدويين بعنف، وتدفعهم إلى مناحي الإبداع.
ظل الفراق ومنذ أقدم العهود الشعرية دافعاً قوياً لإنتاج الشعر، وهو كثير الدوران في شعر الدوبيت السوداني ونماذجه تكثر فيه وتتعدد، وقد أخذنا الشاعر المخضرم (شيخ الجيلي الشيخ الكباشي) بقصيدته "الفراق المر"
التي رفلت في نحو ثمانية مربعات إلى آفاق من الشجو الجميل، وهي قصيدة تصلح كنموذج مثالي لأحاديث الفراق المقفاة.
قبل أن نستعرضها نقول إن (شيخ الجيلي الشيخ دفع الله الكباشي1924ـ1979)
شاعرٌ فحل يحتل مكانة بارزة في قائمة شعراء الدوبيت السوداني، فأشعاره إعتلقت الجزالة، وتألقت بالرصانة، واحتوشتها الصور الرائقة والعبارات اللآئقة، وصدرت عن موهبة شديدة الكثافة وروح جوابة هوامة.
قصيدته "الفراق المر" تساقط مطرها الوردي عندما أفل ذلك القمر، واحتجبت تلك الشمس،
بمغادرة زينة الحي وحسناء الحسان برفقة بعلها المتعجل إلى بلدة كرري على الضفة الأخرى
من النهر، ضاناً بها عن أعين من حملوا لها في القلب عشقا، فرماهم الرحيل بنبال صائبة،
وبسهام صائدة، وأخذت قوافي شاعرنا (شيخ الجيلي) تقتات من موائد الفراق المر متكئة
لى جدران الرصانة في نبل ووجل وأسىً عظيم:
خَليتي البـــــلدْ حُـوتاً نِشـِفْ مِن مَـاهُو
وفَرِيقِكْ كَلُو الشُومْ حَطَمـــُو واعـمَاهُو
سَهْــرَاجةْ العُضَامْ زولِك بِقَـتْ سَامَاهُو
يَحَمِيكْ رَبي بيْ لُطْفُو الجميلْ وحِماهُو
لم يعد المكان في ذلك الصفاء المأخوذ من ألق تينك العينين المهاجرتين، وذلك الجبين المغادر،
فهرب الوسن من الأجفان، وأسلمها للسهر والأرق:
الـليـلـه البـلـدْ عِـكِـرْ بـَـعـدْ مُـو رايقْ
وقــام مِنـو الجـميـل ابْ قَــواماً لايقْ
خَلـيـتـيـلـنـَا يَا القَـدَّالـه سَهَـر المَايقْ
وِِداعةَ الله مِنْ عينْ الحسُود والعايقْ
أنَّى لتلك الساحات إشراقها، وأنَّى لتلك المآقي منامها، وكيف يكون الطرب، ومن أيِّ فجٍ
يأتي الفرح، وقد أدمى الرحيل أكبادنا وساقها لجروحٍ غائرة وقروح موجعة:
بَعَدْ ما يْسافِر البى وجودو نايره الساحَه
كيف يا التوم عُقُبْ حالْ المنام والـراحَه
بَـعَــدْ مــا كُــنــا طـربانين تَمَلي فـراحى
عَانْ هَا الصدمه والكَبِد المَدَمَى جِراحا
تعليق