الشرّاد !!
من مسادير ود شوراني .. !
(تحقيق وشرح إبراهيم سالم البطحاني)
( مقدمة )
هذا المسدار ـ الرحلة ـ يبدأ من ( أم شديدة ) قرية الشاعر في البطانة إلى مدينة حلفا الجديدة . وفيها يصف الشاعر جمله وقد أطلق عليه لقب الشراد كناية عن السرعة ، كما يصف في مربعات هذا المسدار خليلته وقد اتخذ جلّ شعراء البطانة خليلات من السراري ـ جمع سِريّة ـ في تلك البقاع وهن هجين يتميّزن بالجمال الأخّاذ . ..
أب تَقَزي الحُكار أمُه الفَحَل مو خالتُه
مربوط عَدّى شهرين ودخل في تالته
الخلاّني مجنون ليلى أفوق فوق حالته
سمحاً مستحق تعب المغادر نالتـه
=
الحكار أمه الفحل مو خالته : كناية عن الأصالة فقد كان أهل البطانة يحرصون على تلقيح النياق من الجمال الأصيلة ويراقبون الأنثى ولا يدعونها بعد ذلك موطئاً لجمال مشكوك في نسبها فيدخلهم الشك في نسب المولود !.
= النال : نبات كثيف عطر الرائحة تتخذه الظباء ملاذاً آمناً وهنا يشبه جمله بذكر الظباء الذي لا ضير في تعبه من أجل المحبوبة . ونبات النال عندما يجف تبنى منه القطاطي في الصعيد .
***
منسول العنانيف الوبَرْتُه نضيفة
قلّلو الشراب سيتله العليقة خفيفة
الخَلَّ البثلج عِندُه منّي مخيفة
فاهماً معتني سمحاً طبيعته عفيفة
= العنانيف : أصله عنّافي والجمال العنافية أكثر الجمال أصالة وسرعة .
= سيتلُه : سويت له ، أي جعلت له العليقة قليلة استعداداً للسفر .
= البثلج : ثائر ورافع ذيله لأعلى .
***
يا تيس رَزَمـي المِزرْقِن راعـدُه
خَشَبَك دقه من ذورك جَناحَك باعدُه
سيدك كان يتم أمَلُه وظروفه تَسَاعدُه
عازم بُكْرة حَوّال ام شديدة يواعدُه
= تيس : يشبه الشراد بتيس الظباء .
= الرزمي : دوي الرعود .. المزرقن : السحاب الأسود الراعد المتحرك .
= خشبك : يقصد هيكل الجمل .. الذور : الصدر عند ملتقى الضلوع .. الجناح : ذراع الجمل . وبُعد الجناح عن الذور يعني اتساع الصدر وهو من الصفات الجيدة عند الجمل .
***
سهراناً مساقد وجسمي مايقُه لجوج
أحسب في النجوم والعادي حولي يسوج
جِسم المنُّه وجْ جمر الكمين مقجوج
دهب برته حرير نافشَه وقطن محلوج
= مساقد : أي مثل السُّقدة : طير لا ينوم وفي العبيدية نسميها طيرة التمساح نجدها تجري عند حافة مياه النهر .
= مايقه لجوج : مآقيه وقد جافاها النوم .
= العادي : الشرّاد .. يسوج : غير مستقر يصارع قيوده يريد السفر .
= مقجوج : متقد .. ( نقول قجت النار أي زاد لهيبها ) ..
***
الشرّاد يناتل في الرباط حد ليلُه
عارف النيّة سفْرَة وليها شامق حيلُه
الشاغل الفكر تاتاي مشيه ووحيلُه
ناير ونادي عالي على الشباب اسكيلُه
= اسكيل : كلمة انجليزية تعني المرتبة أو الدرجة ..
***
أرجيت الفجر ود عيني جافا منامُه
صلّيت الوَكِت هامبو وتليت بقيامُه
أنا والمِقْدِر البادي الهياج وزيامُه
عاقدين سفرة للنيلْةَ السحابة وِشامُه
= هامبو : مهتم به .. تليت : تأخرت في القيام لأداء الصلاة من أثر السهر .
= المِقْدِر : الذي يفعل ما يعجز غيره عن فعله ويقصد الشراد .
= الهياج والزيام : حالة موسمية تعتري ذكور الجمال وتصير خطرة على الرعاة.
= نيلةَ السحابة : شبه وشم المحبوبة ( دقْ الشلوفة ) باللون الأزرق للسحاب ساعة هطول المطر وقت الضحى . والنيلة هي الصبغة ..
***
بَعَد الشّاي عَمًلْ القهوة للتلتاوي
قُم شرّعلو رَسَنُه الفي رباطُه بِلاوي
الخلّتني أهَبْـر الشاية من الـدّاوي
صدراً شاب ورِدفاً للملابس طاوي
= الشاية : حلقة حديدية تدخل في ثقب ( البربندي ) والأخير هو قطعة من الحديد مخروط تدق في الأرض لربط البهيمة ..
( يتبع )
من مسادير ود شوراني .. !
(تحقيق وشرح إبراهيم سالم البطحاني)
( مقدمة )
هذا المسدار ـ الرحلة ـ يبدأ من ( أم شديدة ) قرية الشاعر في البطانة إلى مدينة حلفا الجديدة . وفيها يصف الشاعر جمله وقد أطلق عليه لقب الشراد كناية عن السرعة ، كما يصف في مربعات هذا المسدار خليلته وقد اتخذ جلّ شعراء البطانة خليلات من السراري ـ جمع سِريّة ـ في تلك البقاع وهن هجين يتميّزن بالجمال الأخّاذ . ..
أب تَقَزي الحُكار أمُه الفَحَل مو خالتُه
مربوط عَدّى شهرين ودخل في تالته
الخلاّني مجنون ليلى أفوق فوق حالته
سمحاً مستحق تعب المغادر نالتـه
=
الحكار أمه الفحل مو خالته : كناية عن الأصالة فقد كان أهل البطانة يحرصون على تلقيح النياق من الجمال الأصيلة ويراقبون الأنثى ولا يدعونها بعد ذلك موطئاً لجمال مشكوك في نسبها فيدخلهم الشك في نسب المولود !.
= النال : نبات كثيف عطر الرائحة تتخذه الظباء ملاذاً آمناً وهنا يشبه جمله بذكر الظباء الذي لا ضير في تعبه من أجل المحبوبة . ونبات النال عندما يجف تبنى منه القطاطي في الصعيد .
***
منسول العنانيف الوبَرْتُه نضيفة
قلّلو الشراب سيتله العليقة خفيفة
الخَلَّ البثلج عِندُه منّي مخيفة
فاهماً معتني سمحاً طبيعته عفيفة
= العنانيف : أصله عنّافي والجمال العنافية أكثر الجمال أصالة وسرعة .
= سيتلُه : سويت له ، أي جعلت له العليقة قليلة استعداداً للسفر .
= البثلج : ثائر ورافع ذيله لأعلى .
***
يا تيس رَزَمـي المِزرْقِن راعـدُه
خَشَبَك دقه من ذورك جَناحَك باعدُه
سيدك كان يتم أمَلُه وظروفه تَسَاعدُه
عازم بُكْرة حَوّال ام شديدة يواعدُه
= تيس : يشبه الشراد بتيس الظباء .
= الرزمي : دوي الرعود .. المزرقن : السحاب الأسود الراعد المتحرك .
= خشبك : يقصد هيكل الجمل .. الذور : الصدر عند ملتقى الضلوع .. الجناح : ذراع الجمل . وبُعد الجناح عن الذور يعني اتساع الصدر وهو من الصفات الجيدة عند الجمل .
***
سهراناً مساقد وجسمي مايقُه لجوج
أحسب في النجوم والعادي حولي يسوج
جِسم المنُّه وجْ جمر الكمين مقجوج
دهب برته حرير نافشَه وقطن محلوج
= مساقد : أي مثل السُّقدة : طير لا ينوم وفي العبيدية نسميها طيرة التمساح نجدها تجري عند حافة مياه النهر .
= مايقه لجوج : مآقيه وقد جافاها النوم .
= العادي : الشرّاد .. يسوج : غير مستقر يصارع قيوده يريد السفر .
= مقجوج : متقد .. ( نقول قجت النار أي زاد لهيبها ) ..
***
الشرّاد يناتل في الرباط حد ليلُه
عارف النيّة سفْرَة وليها شامق حيلُه
الشاغل الفكر تاتاي مشيه ووحيلُه
ناير ونادي عالي على الشباب اسكيلُه
= اسكيل : كلمة انجليزية تعني المرتبة أو الدرجة ..
***
أرجيت الفجر ود عيني جافا منامُه
صلّيت الوَكِت هامبو وتليت بقيامُه
أنا والمِقْدِر البادي الهياج وزيامُه
عاقدين سفرة للنيلْةَ السحابة وِشامُه
= هامبو : مهتم به .. تليت : تأخرت في القيام لأداء الصلاة من أثر السهر .
= المِقْدِر : الذي يفعل ما يعجز غيره عن فعله ويقصد الشراد .
= الهياج والزيام : حالة موسمية تعتري ذكور الجمال وتصير خطرة على الرعاة.
= نيلةَ السحابة : شبه وشم المحبوبة ( دقْ الشلوفة ) باللون الأزرق للسحاب ساعة هطول المطر وقت الضحى . والنيلة هي الصبغة ..
***
بَعَد الشّاي عَمًلْ القهوة للتلتاوي
قُم شرّعلو رَسَنُه الفي رباطُه بِلاوي
الخلّتني أهَبْـر الشاية من الـدّاوي
صدراً شاب ورِدفاً للملابس طاوي
= الشاية : حلقة حديدية تدخل في ثقب ( البربندي ) والأخير هو قطعة من الحديد مخروط تدق في الأرض لربط البهيمة ..
( يتبع )
تعليق