فنانو الزمن الجميل
محجوب عثمان
(1)
حديثنا هذه المرة عن واحد من أبناء هذه المدينة الولود .. ذلكم هو الفنان المبدع "محجوب عثمان "
ويعتبر الفنان "محجوب عثمان "من أصحاب الأصوات النادرة الذين أسهموا بقدر كبير في النهضة الغنائية السودانية وتغيير النمط التقليدي للغناء الذي كان يعتمد على الرق والطبل.
وطبعا في طليعة أولئك رائد الغناء السوداني"محمد أحمد سرور " و " عمر أحمـد " والمجدد " إبراهيم الكاشف " وود الأمين وأبوعركي .. وعبد العزيز المبارك وهناك رمضان حسن ..
ورمضان زايد والخير عثمان ومحمد مسكين .
الميلاد والنشأة :ـ
الفنان " محجوب عثمان " من مواليد ثلاثينيات القرن الماضي ولد وترعرع بحي" الدباغة " بود مدني.
وقد تلقى تعليمه بخلوة والده وكان لهذه الأجواء الصوفية الأثر
الطيب في نفس فناننــا الجميل " محجوب عثمان " وقوم لسانه
دراسته للقرآن الكريم وتجويده والتملي بخير الكلام الذي أنشد
وقيل في مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسلي وكذلك
الأناشيد الدينية ساعده في ذلك صوته الجميل.
أسرته : ـ
والده شيخاً من شيوخ الطرق الصوفية المعروفين بمدينة ودمدني هو الخليفة عثمان مصطفى ووالدته هي الحاجة "فاطمة إبراهيم محمد عمر " وللفنان " محجوب عثمان " شقيقان هما المرحوم
" محمد الحسن " والأخ" مصطفى " الحكم الشهير بود مدني
( صهر الكوتش سيد سليم ) ، وله ثلاث شقيقات ( المرحومة خديجة عثمان والمرحومة زينب عثمان ونفيسة عثمان ) .
أما أسرته الصغيرة فزوجه الأولى " فاطمة الزين حسن عمر أغا " وهى من أم درمان حي المسالمة وقد رزقه الله منها بـ " عادل محجوب " وهو يجيد تقليد صوت والده بصورة مُذهلة .
وبعد وفاتها تزوج بـ " سعاد علي " وهى من الكاملين وله منها : " وائل .. سارة .. ووليد ".. وكان زواجه من الزيجات المشهورة بالمدينــة حيث أمتد الفرح لأيام وليالي غنى فيه معظم الفنانين الكبار وكان الحفل يمتد من العاشرة صباحاً حتى صباح اليوم التالي.
ويذكر أن الأستاذ إسماعيل خورشيد والذي كان حاضراً قد ألف أغنيتة الشهيرة" الفردوس " أثناء حفل الزواج وقد لحنها الفنان " محجوب عثمان " وغناها في الإذاعة السودانية مباشرةً .
وقد عمل الفنان " محجوب عثمان " في صباه بحياكة الملابس وكانت البداية بدكان عمنا المرحوم " أحمد السنوسني " والد الراحل الأستاذ يونس السنوسني المحامي والأستاذ الفاضل وعيسى ثم أنتقل للعمل أمام دكان " الهلاهوب" (شكيب مشاطة) مع منصور عبد الباري وسليم أبورونجة وعند إضراب الفنانين الشهير هاجر للعاصمة حيث عمل ترزياً بسوق أمدرمان وهناك تعرف على عدد من الفنانين والشعراء ومن أهم الشعراء الذين تعرف عليهم وبنى معهم علاقات طيبة الأستاذ " عبد الرحمن الريح " والأستاذ" السر أحمد قدور " والأستاذ " عبد اللطيف صبحي " والأستاذ "إسماعيل خورشيد" وكان للأخير القدح المعلى في كتابة معظم الأغاني التي تغنى بها " محجوب عثمان " .
تعليق