الفنان صاحب الصوت الرخيم «الخير عثمان»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان صاحب الصوت الرخيم «الخير عثمان»


    فنانو الزمن الجميل

    الخير عثمان

    والحديث هذه المرة جانب من سيرة عملاق من عمالقة الفن في هذه المدينة المسكونة بالإبداع .. وواحد من جيل الرواد .. ذلكم
    هو الفنان " الخير عثمان"..
    والخير ولد في عام 1928 م بحي الدباغة بود مدني.. بالمربع الذهبي كما كان يسموه.. ففيه منزل رائد الحركة الوطنية في السودان الأستاذ
    "أحمد خير المحامي "(تجمعه صلة قرابة بالفنان "الخير عثمان") ..
    وفيه منزل لأعب سيد الأتيام الموهوب الراحل " صلاح الأمين " والاسيد .. ومهاجم الأهلي الخطير احمد حامد .. وفريق الشعلة
    ومنزل أسرة الرياضي المطبوع الأستاذ عبد المنعم عبد العال ،
    الرئيس الأسبق لاتحاد الكرة بود مدني .. وفيه منزل الفنان المبدع " محجوب عثمان " وعلى فكره هو خال اللاعب " صلاح الأمين " ..

    ولا تجمعه صلة قرابة بالفنان " الخير عثمان " كما يردد البعض ..
    وفي هذا المربع أيضا المبدع " أبوعركي البخيت " ..ومنزل الفنان " رمضان حسن "
    ومنزل حارس النيل الشهيروابن أخ الفنان الخير عثمان"عصام محجوب" .. وفيه أيضا منزل الدكتور " بدر الدين حسن جاد الله " ..
    ومنزل اللواء " جعفر محمد مختار " الحرس الخاص للرئيس الأسبق
    " جعفر نميري " .

    وقد ظهرت موهبة " الخير عثمان " الغنائية في وقت مُبكر .. فكان يغني في الحفلات الخاصة والأعراس ..
    إلى أن هيأت له الأقدار لقاءً بالشاعر المبدع الأستاذ "مبارك المغربي" .. وكانت نتيجة هذا اللقاء الأغنية الرائعة " سحرتني الجزيرة " ..
    والتي فتحت له أبواب الشهرة .. وتعرف الناس من خلالها على جمال صوته .. ثم كانت رائعة "عبد المنعم عبد الحي" أغنية " أهوى الدنيا "
    وهي من الحان الموسيقار "برعي محمد دفع الله" ..

    وقد أضافت له هذه الأغنية الكثير .. وجعلته أكثر شهرة .. فله صوت رخيم ممتلك لكل مقومات الجمال والرقة والعذوبة .. ثم أنه كان يحسن اختيار كلمات أغانيه .. ساعده على ذلك علاقة حميمة ربطته ببعض كبار الشعراء أمثال مبارك المغربي وعبد المنعم عبد الحي ..
    إضافة لاستعانته بفرقة موسيقية تستخدم الالآت الموسيقية الحديثة ..
    على عكس ما كان سائداً في تلك الفترة من الغناء باستخدام الرق والطبل فقط .. ويعتبر " الخير عثمان "من الرواد في هذا المجال ..
    والذي كان يُعرف بـ "المدرسة الوترية"..وعندما انتشر صيته في خمسينيات القرن الماضي .. ُلقّب بــ " فنان الجزيرة " .. وصار القاصي والداني يعرف " الخير عثمان " .. وكان وقتها لم يتجاوز العشرين من عمره .. ومع صغر سنه إلاَّ أنه يعتبر من أوائل الفنانين السودانيين الذين غنوا بعد :
    ( الحاج محمد أحمد سرور .. والكاشف .. وحسن عطية .. وأحمد المصطفى .. وعائشة الفلاتية ) .

    ولفناننا الجميل " الخير عثمان " باقة رائعة من الأغاني .. وهى نسمات تمر على كل من عرف الخير عثمان .. وعرف " ودمدني " أيام الفن الأصيل الذي تلاشى وضاع .. وضاعت معه أجمل وأحلى الأيام ..
    فقدم " الخير عثمان " : " عيوني وعيونك أسباب لوعتي " كلمات وألحان "أحمد إبراهيم فلاح" ..
    وهذه الأغنية غناها " الخير عثمان " قبل أن يشدو بها الفنان
    " إبراهيم الكاشف "
    وأغنية " أمل " التي مطلعها " عايز أنسى آلامي وأحقق أحلامي ونسعد هوانا " وهي من كلمات الشاعر " إسماعيل خورشيد " وألحان " التجاني السيوفي "..

    كما تغنى للشاعر "محمد عوض الكريم القرشي"بأغنية "حنتوب الجميلة " التي جعلته من فناني الصف الأول ..

    وكان ذلك في عام 1945م .. وقتها كان شاعرنا المجيد " ود القرشي " يتردد على مدينة ودمدني بحكم طبيعة عمله كتاجر مواشي وكانت محطته الرئيسية بالمدينة منزل" النور البشير " وهو من تجار المواشي ومن الجزارين الكبار بالمدينة ..

    " النور البشير " هو خال للفنان " الخير عثمان " .. ويقال أن من دبر اللقاء بينهما هو العم " عوض سوار " وكان صديقاً للطرفين .. وامتدت العلاقة بين الشاعر " ود القرشي " والفنان " الخير عثمان " .. حيث قدم له كلمات أغنية
    " صباح الهنا " ..
    وكلمات أغنية "يا حبيبي دمعي الغزير فيضانه فاق الغدير "
    وكلمات أغنية " غزال النيل أحب محبك "..
    والرائعة " الحب الحلال " ... و"طريت هوانا " . وغيرها .. وأظن أنها تزيد عن عشرة أغنيات.

    كان فناننا المبدع " الخير عثمان " يقصد الإذاعة السودانية بام درمان للغناء لتلبية طلبات المستمعين .. فقد كان له حضور قوي خصوصاً في برنامج ما يطلبه المستمعون فالناس قد أحبوه وأحبوا صوته الذي يفيض رقة وعذوبة .. كما سجل للإذاعة السودانية العديد من الأغنيات .

    لم يتهيأ للفنان " الخير عثمان " دراسة الموسيقى أو بعض الطرائق الغنائية إذلم يكن في الأربعينيات و ما تلاها مدارس غنائية .. و إنما هناك الموهبة والممارسة مع من سبقه من مطربين .. والفنان " الخير عثمان " كان يحب الغناء ويشتري العديد من الاسطوانات .. و كان يستمع لبعض الفنانين العرب أمثال فريد الأطرش و أسمهان و أم كلثوم .. والشاعر " محمد عوض الكريم القرشي " هو الذي انتبه لحلاوة صوت " الخير عثمان ".. وهو أول من شجعه على الغناء .

    و يذكر ابن خالة زوجته الأستاذ "عوض سعيد سعد" أن منزله بحي " الدباغة " كان ملتقى ومنتدى لكثير من أهل الفن والسياسة والاقتصاد .. فكثيراً ما كان يزوره الأدباء والشعراء والمذيعين الكبار أمثال حمدي بدر الدين .. وإبراهيم الكاشف .. وعائشة الفلاتية .. ومنى الخير .. وبروفسير على المك وفناني الجيل الذي تلاهم مثل زيدان إبراهيم .. وعبد العزيز المبارك .. وابوعركى البخيت.

    حيث يناقش المنتدى ويتناول القضايا المتصلة بالفن والشعر والغناء في ودمدني .. وكان الأستاذ" الخير عثمان " رجلاً شفيفاً وواضحاً وصريحاً في نقده لبعض الجوانب السلبية حتى لبعض الحاضرين .. وأن الجميع كان يتقبل منه ذلك بروح عالية .. لما عرفوه من صدق الرجل وتجرده .. وأنه يستهدف دائماً تقويم ما هو معوج لما فيه المصلحة.





    لِن أغيّــر مَــن نفسـِـي
    لأجٍـل أي شخـِص
    ولـن أعبِــث بشخِصيتـي لآرضّي الاخريـِن
    أنَ لِـم تعِجبـك شخصيتـي!!
    ليِست مشكّلتــي فغـِــيرك يعشقهــَــا..


  • #2
    صاحب الصوت الرخيم الفنان {{ الخير عثمان }} ::2::

    تآآآبع

    فنانو الزمن الجميل

    الخير عثمان


    كان للفنان " الخير عثمان " حضوراً واسماً لامعاً خارج السودان ، إذ يحظى بجهور واسع بالشقيقة أثيوبيا .. وأرتيريا وقد سبق له أن أحيا فيها حفلاً غنائيا كبيراً في أواخر عام 1958 .. وتنتشر أغنائية هناك بصورة واسعة .. كما شارك في العديد من البعثات الفنية للعديد من الدول .. نذكر منها الشقيقة مصر .. ولبنان .. وأثيوبيا .

    أسرته : ـ

    والده هو الشيخ " عثمان سمل " .. وهو شايقي وتربطه صلة القرابة بالأستاذ " أحمد خير " المحامي .. ووالدته هي الحاجة " حسينة بت البشير " وهى أخت شقيقة للحاج " النور البشير " تاجر المواشي والجزار الشهير بود مدني .. وهى إمرأة عَلَم يعرفها كل أهل الدباغة .. أما أخوانه فهم محجوب عثمان" الجنيه " والد عصام محجوب حارس مرمى النيل مدني الشهير وهاشم محجوب بالرياض .. وأخ لأحمد عثمان" البوب " .. ومحمد عثمان" حميدة " .. وله أثنين من الأخوات : " فاطمة عثمان " .. و " أمنه عثمان " .

    أما أسرته الصغيرة فزوجه هي " أمنه الياس بابكر " .. وقد رزقه الله منها : " إخلاص الخير عثمان .. وسلوى الخير عثمان .. ونجوى الخير عثمان .. ومشاعر الخير عثمان .. وزهير الخير عثمان .. وعبد العزيز الخير عثمان " .

    الأخ من الرضاعة :

    وفق ما أشرنا من قبل فمنزل الفنان " الخير عثمان " يقع في ما أسميناه (بالمربع الذهبي) .. حيث جمع هذا المربع سلة من المشاهير .. ومن هؤلاء المبدع " رمضان حسن " .. والذي شاءت إرادة المولى الكريم أن تتوفى والدته .. وهو مازال رضيعاً .. وقد حكت لنا شقيقة الفنان " الخير " ، " فاطمة عثمان " أن والدتهم الحاجة " حسينة بت البشير " قد ضمت هذا الطفل الرضيع لحضنها .. ورضع من ثديها .. وتولت تربيته وتقويمه .. وعلى هذا يكون الفنان " رمضان حسن "أخ بالرضاعة للفنان " الخير عثمان " .. وذكرت الأخت " فاطمة " أنه في حفل زفاف الفنان " الخير عثمان " والذي شارك في إحيائه عدد كبير من الفنانين .. أصر الفنان " رمضان حسن " على أن يكون هو أول المغنيين باعتباره أخ العريس .. وقد بدأ بأغنيته الجميلة " الزهور صاحية وأنت نايم .. داعبت شعرك النسايم .. وأيقظك صوت الحمايم .. الزهور صاحية في الخميل .. وأنت في نشوي يا جميل ".. فتفاعل معه الحضور وكأنهم يسمعونها للمرة الأولى .. وبالمجمل كان حفلاً رائعاً وظل حديث الناس لفترة طويلة.

    خاتمة :

    رحل هذه الفنان الكبير وهو في قمة عطائه .. إلى عالم الخلود في عام 1995م .. وودع هذه الدنيا الفانية بعد حياة حافلة بالجد والعطاء والإبداع ..كما كانت له صداقات حميمة وعلاقات ودية مع جل أهل وأعيان ودمدني ورؤساء الدوائر الحكومية سواء من رحل قبله أو من بقي بعده ..بخاصة من درس منهم بمدرسة حنتوب الثانوية .. وقد خلف من ورائه ثروة غنائية من الدرر ، ستبقى ذخراً في الغناء السوداني.. ومع ذلك مات فقيراً ..

    الفنان " الخير عثمان " له بصمة وخصوصية لم تذوب ولم تتوه في خضم الأعمال الغنائية رغم كثرتها وتعدد المطربين السودانيين .. وقد ترك من ورائه أرثاً فنياً لا يستهان به ..

    إنه مبدع يستحق منا جميعاً لفتات وفاء تقديراً لخصوصية البدايات .. والتميز في الأداء والأسلوب .. ليبقى حياً في ذاكرة محبي وعشاق فنه .

    ورحمك الله أيها الفنان بقدر ما قدمت من خير للناس .. وللسودان . ولئن مت فما ماتت مآثرك وآثارك والكل يشهد لك بالفضل ويشكر سعيك ..




    لِن أغيّــر مَــن نفسـِـي
    لأجٍـل أي شخـِص
    ولـن أعبِــث بشخِصيتـي لآرضّي الاخريـِن
    أنَ لِـم تعِجبـك شخصيتـي!!
    ليِست مشكّلتــي فغـِــيرك يعشقهــَــا..

    تعليق


    • #3
      الضى .. تحياتى النواضربستان جميل وعلى كل من يمر به أو يقطف منه زهرة أن لا ينسى جهد هذا القمر الذى يضى لنا هذه الدروب
      مودتى

      تعليق

      يعمل...
      X