إبراهيم الكاشف {{ ظاهرة فنية ومعجزة غنائية }}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إبراهيم الكاشف {{ ظاهرة فنية ومعجزة غنائية }}

    إبراهيم الكاشف رائد الفن الحديث في السودان، وأحد عمالقة الفن الموسيقى الذين لعبوا دورا مهما في مسيرة الأغنية السودانية،
    وهو ظاهرة فنية ومعجزة غنائية رائدة وعقلية فنية متفردة ...

    لم يكن غريباً أن يندمج الكاشف القادم من سيناء مع أجواء الفنون السودانية.

    ساهم في تطوير بعض تقاليده الاجتماعية ضمن مراحل زمنية معينة، وأصبح يصمد أمام الأشواك ويتوهج عبر السنوات،
    ليصل لمرحلة عالية من الإبداع.

    مسيرته حافلة بكثير من العطاء، فكان مدرسة للعديد من الأجيال، بل صار ينبوعا من الإبداع،
    يظل المطربون ينهلون منه كلما نضب معين إنتاجهم.

    وقد نال شهرة كبيرة بصوته الجميل وأدائه العذب وهو لا يزال في مرحلة الصبا وسرعان ما أصبح نجماً في مدينة ود مدني
    يردد الأغنيات القديمة المعروفة، يملأ المسرح بصوته (البارتون – مزوسوبرانو) وبشخصيته الفنية وبرشاقة أدائه ..
    فيضفى على الرواد والمستمعين جوا من الطرب والانسجام بقصائده وأغانيه الجميلة وأناشيده الوطنية، وألحانه الشجية.

    وفى مدينة ود مدني ومدينة المسلمية كانت بداية حياة إبراهيم الكاشف، ولم يكن غريباً أن يندمج الكاشف ابن الأسرة القادمة من سيناء في شرق مصر مع هذا الجو الفني الشديد الثراء ...

    وذلك للتشابه الشديد بين فنون سيناء في الغناء والرقص والفنون السودانية فكلها عميقة الارتباط بالتراث العربي وكلها تنتمي إلى فنون القبائل العربية التي عاشت على جانبي البحر الأحمر واندماج الكاشف مع فنون الجزيرة.

    الميلاد والنشأة:

    ولد إبراهيم الكاشف بمدينة ودمدنى عام 1914م حي ود أزرق، وهو (إبراهيم محمد أحمد أبوجبل)،
    ترجع جذور أسرته إلى أسرة مصرية بمنطقة (كوم أمبو) التي تقع في صعيد جمهورية مصر العربية،
    وهى أسرة كبيرة ممتدة من مصر إلى داخل السودان جاء جده (أحمد أبوجبل) للعمل بالسودان مع الري المصري،

    وقد اشتهرت هذه الأسرة فى مجال صناعة وهندسة الميكانيكا والحدادة والبرادة وتصنيع المواد الخام من الحديد.
    والدته (حسنة على محمد على كاشف)، ترجع جذور أسرتها إلى الحكم التركي في عهد الدولة العثمانية في السودان (1819 – 1885م)
    حيث جاء جدهم (محمد على كاشف) إلى السودان كقائد عسكري مع الحملة التركية.
    استقرت أسرته بمدينة ودمدنى (حي القسم الأول).

    وكلمة (الكاشف) هي رتبة في الجيش التركي. وقد التقت الأسرتان في مدينة ودمدنى في حي واحد فكان بينهم الزواج والمصاهرة.
    وزوجة على كاشف (مغربية) ترجع أصولها إلى بلاد المغرب اسمها (ست أبوها) وهى جدة والدة (إبراهيم الكاشف).

    أسرة إبراهيم الكاشف تتكون من ثلاثة أخوان غير أشقاء تزوجت والدته مرة أخرى بعد وفاة والده من (حسين عمر بن عوف)
    من المسلمية وأنجبت له كمال، وحسن، وميرغني.

    وأسرته الكبيرة تتكون من أعمامه وعماته وهم: الحاج أبوجبل، عبد الرحيم أبوجبل، بخيتة أبوجبل، زينب أبوجبل، فاطمة أبوجبل.
    وأسرة جده على الكاشف،
    وأخواله لأمه: يوسف، أحمد، بخيتة، زينب، وفاطمة الكاشف.
    ومن أسرته الفنان الرياضي المبدع الأستاذ عبد المنعم محمود أبو الأقوان (وهو ابن أخته)،
    والدته الحاجة (التومة يوسف على الكاشف محمد على)، وهو من المهتمين جدا بجمع تراث الفنان إبراهيم الكاشف.









    يتبع




    لِن أغيّــر مَــن نفسـِـي
    لأجٍـل أي شخـِص
    ولـن أعبِــث بشخِصيتـي لآرضّي الاخريـِن
    أنَ لِـم تعِجبـك شخصيتـي!!
    ليِست مشكّلتــي فغـِــيرك يعشقهــَــا..


  • #2
    إبراهيم الكاشف {{ ظاهرة فنية ومعجزة غنائية }} تابع


    وعلى الرغم من أن " إبراهيم الكاشف " كان رجلا أمياً .. ألاَّ أنه كان حاد الذكاء لماح .. وله صوت نادر لايتكرر ..
    والفضل في اكتشاف الملكات الصوتية الهائلة التي يتمتع بها الفنان " الكاشف " لله سبحانه وتعالى أولاً
    ثم لفنان الحقيبة الذي لايتكرر " الحاج محمد أحمد سرور " ( من ود المجدوب ) ..

    وقد لحن له "الحاج محمد أحمد سرور " أول أغنية تغني بها وكانت من كلمات الشاعر عبيد عبد الرحمن
    "حجبوه من عيني إلا من قلبي ده ما قدرو حجبوه" :

    حجبوه من عيني
    إلا من قلبي لا ماقدرو حجبوه
    حجبوه من عيني
    وضاروه حاسدنى
    بقوا بينو مابينى
    لاأدرى ماذنبى
    منعوه من حيى
    وبعدوه من قربى
    وأبوا لا يبارحوه
    هو منطقي وذوقي سموه معشوقى
    الليهو زاد شوقي
    مع أنو في قلبي
    هو الوحيد حبي
    ياعوازلي وصحبي
    بس ما تشوفوه
    هو ما بتشوفو عيون
    وما حامو حولو ظنون
    وديع رقيق وحنون
    هو القطعة الشيقة
    والشمس المشرقة
    والنار المحرقة
    اهو رمزحلوه



    وأجمل ما كتبت عن هذا الفنان ما كتبته الأخت الأستاذة "سلمى الشيخ سلامة" : " الكاشف ، يا له من مغن لن تجود بمثله الأيام ..
    ربما في زمان ما .. لكنه سرمد .. وإكسير لحونه ما يزال الشجرة التي يرتاد ظلها من يشتغلون بالتلحين ..
    فهو ( جب) الموسيقى الذي كلما نهلت منه ازداد عمقا وبات ماؤه أكثر عذوبة ..
    فلكم تغنى كل من شاء أن يصل إلى بوابة اللحن والكلم الذي لا يضاهى عمقا .. واللحن السهل الممتنع ..
    يدخل إلى القلب حتى إن جاء عبر صوت فنان أخر ..
    حين تستمع إلى الكحلاوى فأنت لا شك مستطعما حلاوة اللحن وسهولة الأداء (وداعا روضتي الغنا ) على سبيل المثال ..
    حكى لي احد أصدقاء الكاشف والكحلاوى : " إنهما كانا صديقين ، وان الكاشف قال للكحلاوى ..
    لو مت قبلك تغنى الأغنية دى ساعة التشييع .. ولو أنا مت قبالك بغنيها ليك يا كحلاوى "

    ويذكر الذين حضروا تشييع فقيدنا الراحل " الكاشف " أنه لحظة أن وضعوا الجثمان على حافة القبر
    بدا " الكحلاوي " في الغناء الباكي لتلك الأغنية .. وأضاف الصديق :
    " تبدو تلك الأغنية كأنها مرثية للكاشف " .. وتقول كلماتها :

    وداعاً روضتي الغنّاء .. وداعاّ معبدي القدسي
    طويت الماضي في قلبي .. وعشت على صدى الذكرى
    وهذاالدمع قد ينبي .. بظلم المهجة الحيرى
    لماذا الهجر يا حبي .. لماذا الهجر يا حبي
    لماذا دهرنا ضنّ .. وشبع روحي باليأس
    وداعاً روضتي الغنّاء .. وداعاّ معبديالقدسي
    نسيتي الماضي ياليلى .. وماضي الحب والطهر
    ليالي نقطع الليل .. بحلوالنجوى والشعر
    نسيتي ليلى إذ كنا .. نفدي النفس بالنفس
    وداعاً روضتي الغنّاء .. وداعاّ معبدي القدسي
    أظل أردد الشكوى .. لمالاقيت من وجد
    حبيبالروح لا أقوى .. على حمل الهوى وحدي
    ولما لم أجد سلوى .. ولما لم أجد سلوى
    كسرت إبريقي والدنا .. وسكبت على الثرى كأسي
    وداعاً جنتي الغنّاء .. وداعاّمعبدي القدسي



    سعى الفنان "إبراهيم الكاشف" إلي تكوين اوركسترا أو آلات متفرقة مثل الأكورديون والكمنجة فطور في الموسيقي السودانية
    وخرج بها عن إطار أغاني الحقيبة التي كانت سائدة أنذاك (الطمبور والرق) ..
    إلي العصر الحديث " الاوركسترا " .. فكان أساس التجديد في الأغنية السودانية .

    واصل رحلته الفنية بعد ما انطلق إلي شمال الوادي لتسجيل أشهر وأجمل أغنياته (الحبيب وين قالو لي سافر) .. " والكاشف " كان لا يسمع شدوه أحد .. إلاَّ طرب واستمتع بغناءه الجميل وصوته الرائع .

    غنى الكاشف للعديد من الشعراء (خالد ابو الروس .. عبيد عبد الرحمن .. السر قدور .. حميد أبو عشر ..
    خليل فرح .. المساح .. وصالح أبو السيد وآخرين) .

    يلفت النظر في الكلمات التي يختارها الفنان "الكاشف" أنها رصينة .. وأدعوكم للتمعن في معاني هذه الكلمات :

    صابحنى دايما مبتسم
    أشوف جمالك وفتنتك
    اتجلى في وكت الضحى تجد العليل نعنش صحا
    الصاحي دون خمر انتشى
    يا صادح البال يارشا
    بقلبي أفعل ما تشا
    والكون وراك طايع مشى

    ثم أنظر إليه وهو يتغنى برائعة عبيد عبد الرحمن " حليل زمن الصبا "


    حليل زمن الصبا الماضى
    حليل زهر الحياةالزاهر
    حليل زمن الحبيب راضى
    وحليل زمن الهوى الطاهر
    حليلو الأفلج الباسم
    حليلو الكاحل الناير
    حليل قمر السما القاسم

    الى أن يقول :


    ذكرى أهاجت الذكرى
    دوام فى فكرتي تخامر
    حليل الماضي وايامو
    حليل الرونق العامر
    حليل زمن الحبيب طايع
    حليل زمن الحبيب آمر
    زمنا الكنالاندرى
    بما كان الزمن ضامر










    يتبع




    لِن أغيّــر مَــن نفسـِـي
    لأجٍـل أي شخـِص
    ولـن أعبِــث بشخِصيتـي لآرضّي الاخريـِن
    أنَ لِـم تعِجبـك شخصيتـي!!
    ليِست مشكّلتــي فغـِــيرك يعشقهــَــا..

    تعليق

    يعمل...
    X