عاطف خيري «آخر الويل»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عاطف خيري «آخر الويل»

    آخر الويل عـــــاطف خيري
    **********
    أجملُ الناجين من الذبح
    صار يعبدُ خنجرا ،
    والرجال على وشْكِ
    أن يبيعوا شيئا عزيرا ، فاحترس !
    كلُّ شيءٍ يعرقُ تحت الجِناح سيمضي ، والنباحُ الذي
    دلّك على النبع ، دلّ الحرسَ.
    عصافيرُ الذي علّمتنا الغناء هَوَتْ ،
    أفزعتها يدُ الموت ، ألجمتها يدُ الخوف
    صارتْ مناقيرُها سبحةً في أيادي الخرس
    والبلادُ التي ضيّعت خاتما ، البلادُ التي دائما
    ستظلُّ محنيةً ، فوق تلك الجثث
    ونحن سنبقى هنا هناك ، سوف نعلو
    بالذنوب الخفيفةِ فوق هذا العبثْ
    هى الأرضُ المهملات ، وهم باعوا
    يبيعون ، فادرك سماءك يا خالقي
    قبل ذاك المزاد ، بعد هذا الجرس!
    الموتُ ما عاد يفقسُ خطّافه
    تحت فكُّ المريض
    صار في ضحكة الأصدقاء
    في الخطاب الذي لن يصل
    وتحت صكِّ البريدْ
    قبري لم يعد قبري
    ومن يبكي عليَّ ، عليكِ ، يدري
    أنكِ حين يفزعنا الحنانُ
    ستصعدين صفيرتك
    وإنني قرد’’ وحيدْ
    ..........
    آية’ الهارب في الأرض
    أقدارُه : أسوار
    يجلو على المرآة وطنا
    سجنه إذ تتهشم المرآةُ بابْ
    وخرابُ الذي يشتهي ، أفعى
    تصعدُ ساق التي تنتهي ،
    بلاد’’ كلما ابتسمت ، حطّ على شفتيها الذبابْ
    هى من قايضتَها
    جرحا برمح
    شمسا بقمح
    تعاتبك على رغبةٍ في الرحيل
    بعد حينٍ يتقاذفُ الدودُ أخبارنا
    فانظري ، إلى أي دودٍ يقودُ العتاب
    .......
    هل الأرض سلة المهملات ؟
    أم هكذا ينبغي أن يكون الذهاب
    الذهابُ إلى الشرابِ أجملُ من الشراب
    والصبايا النواقيسُ ، في ردَهة الذَّهن
    يتصفّحن بأقدامهن السراب
    بلاد’’ علّمته أن يحنَّ إلى نساءٍ ، ينُحْنَ
    على بلادٍ خبأته في نساء
    كل هذا الدمع
    حتى لم يعدُ بالعين مَرْكب
    إذن من ؟
    دسّ منديله بالقلب ،
    سبّني كل هذا السباب
    من نسيتْ إبرتها في حطامي
    طرّزتني عاريا ، أبكي
    كلما لِبستْ مياهُ موجتِك الثياب
    من؟
    .........
    عمر’’ مضى أم سيأتي
    نادَمتْك الحياةُ ، فسكرتْ
    وقالت كلاما بذيئا ، وغنيتَ أنتَ
    أنت المُجفِّفُ روحَكَ بحلق ذاك الغريق
    تحبُ البذيء الذي تقولُ الحياةْ
    شجر’’ مضى أم سيأتي
    أيتها التي ونّسْتنيِها ، وقاتِ
    السماءَ ، السماء ، تقدّم.
    أبوك سيغفر
    كنتِ تلوكين حرفاً غريبا ،
    وفاحت نجوم’’ بضوءٍ تخمّر
    قلتُ : سأبكي
    ففرقعتِ ثديا ، وضاقت
    عليَّ ، عليهم ، عليكِ الجهات
    ولد’’ مضى أم سيأتي
    مايهمُّ ، أين الصبيّةُ ؟
    تُعبّئه للعرس ، أم للسجن
    أو كي يشتم التاريخ علنا
    فتمنحه الثبات
    ...........
    وطن’’ مضى أم سيأتي
    ليس بالنار سوء’’ سوى آهةِ المحترِق
    سوى ما علّمتنيه حينما نفترِق
    نقتسمُ الشهادةَ
    الريقَ
    والخوفَ
    والأمنيـــاتْ
    Azizwagali


يعمل...
X