محمد المهدي المجذوب «رقصة الحمامة»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد المهدي المجذوب «رقصة الحمامة»

    رقصة الحمامة

    فَرْحةٌ زفّها الغناءُ فزافتْ، نغماً ذا ضفائرٍ يتثنّى
    عريتْ تحت ثوبِها نشرتْ منه شراعاً طوى فراراً وسجنا
    أمسكتْ منه طائراً خافقَ الريشِ رهيناً براحتيها مُرِنّا
    كم روتْ فيه كيف تشتاق في الليل وشادي عبيرها كيف حنّا
    فالثمي كلَّ خفقةٍ لكِ في روحي ونُثّي من شَهدها ما استكنّا
    لوعةٌ لا تزال أندى من الدمع وأحلى من الصباح وأغنى
    واستحرّ الغرامُ دارت بها الأرضُ تلاقتْ بها المنى واقتتلنا
    الزمامُ الصبيحُ طَوقُ نجاتي كم دعاني بَريقُه ثم ضنّا
    حُبُّها خالد وقصّتُها الأولى جمالٌ على جمالٍ تجنّى

    ويحَ ثوبٍ تلمّه وتُداريه ونهدٍ رمى القناعَ وعنّا
    قمرٌ يشرئبُّ خلف الغمامات، رِدفٌ على النسائم طنّا
    رمقتْني رمقتُها تبذل الحسنَ عطاءً بلا ابتذالٍ، ومَنَّا
    وفَراشي يُلامسُ البُرعُمَ القادح يَنْدى به الجمالُ المغنَّى
    جاءكِ الموسمُ الخصيبُ وكم أعددتِ سحراً لشاهديهِ مِفَنّا
    وتهادى الحَمامُ في دارةِ العُرسِ ورجعُ الغناءِ بَاحَ ورنّا
    ونفى عنّيَ القيودَ بما يُرقِصُ دُفّاً على اصطفاقٍ ووَنّا
    وابتراقُ النضارِ في الشَّعَرِ المضفورِ برقُ الخريفِ شال وضَنَّا
    مَزَجَ البِشْرَ بالحياءِ فما استرفد يوماً بسِحرهِ أو تدنَّى
    قطرةٌ شمسُها تَشمّرُ للإحسان صانتْ وِدادنا حين صُنَّا
    طهّرتْنا السياطُ والدمُ قُرْبَانٌ ولم نبْغِ أجرَهُ حين دِنّا

    أنا في حُبّها الغنيُّ عن الأيام إنْساً إذا غدرنَ وجِنَّا
    فاروِ يا ليلُ عن خرائدنا الطُّهْرَ وخُذْ عفّةَ الكواكبِ عنّا
    إن شربنا فما غَفلْنا مَعَ السُّكْرِ، خَشَعْنا في ناره وابتهلنا

    حسبُك الرقصُ كالعبير الذي أحيا وحيّا مُشاهديه وهَنّا
    وتَولّتْ «تاجوجُ» كِبراً مع الأسرارِ عصماءَ والمحَلّقُ جُنّا
يعمل...
X