محمد أحمد المحجوب «القديم الجديد»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد أحمد المحجوب «القديم الجديد»

    القديم الجديد


    يا للجزيرة أسبلت أهداباً و الموج يرقص حولها منسابا

    النيل طوقها و زين جيدها يضفى عليها سندساً و حبابا
    كالعاشق المفتون طوق إلفه خوف الفراق و لا يحيرجوابا

    ينساب نحو الثغرمتئد الخطى لو عاد من سفر لرق و طابا
    تمضى الحياة به و يوسعه النوى فى لجة البحر المريرعذابا

    و يثور ثورة ماردغدرت به دنيا الأنام ففارق الأحبابا
    لو كان يعلم أن يوم لقائه يوم الفراق تدبرالأسبابا

    و قضى الحياةعلى الهضاب و فى الربى بل عاد فى كبد السماء سحابا
    ليعود سيرته إلى الأرض التى خلعت عليه المجد و الألقابا

    لكن سادر مائه لا ينثنى عن سيره ، أو يستطيع إيابا
    و بلجه الفضى ترقص فرحة و تموج أسراب تخال أسرابا

    كم عاشقين تعانقوا و تدلهوا و النيل حافظ سرهم يتغابى
    و النور من شطيه يعبث بالنهى و يميط عن عطل النحور نقابا

    ***
    يا نيل قد شهدت جمالك أعصر و تفيأت منك الفنون رحابا
    متجدد فى كل ومضة خاطر شاب الزمان و لا تزال شبابا

    بكرت تغنيك الطيور كأنها رهبان دير ، يرهبون حسابا
    و تمايل النخل الطروب كأنه أيد ٍ تلوح .. ترَّقب الأحبابا

    و تعانقت فيك الظلال كأنها بسط تهيئ للندىّ شرابا
    و افتر ثغر الزهر يلثم برعماً و يفوح عطراً فاتناً خلابا

    و ضحكت فى شفة الضفاف فأينعت مهج الحياة زنابقاً ورغابا
    و سكبت فى سمع الزمان ملاحماً تروى فيسلب سحرها الألبابا

    فاعصر كرومك للظماء تدافعوا مثل الفراش تتابعت أسرابا
    ما طاب يوماً مثل وِردك منهل لا زلت أنت المانح الوهابا

    و ترعرعت فيك الفنون جميلة و كستك من نور السماء ثيابا
    محراب فن لا يلوذ بقدسه إلا الذين تعشقوا المحرابا

    شادوا دعائمه بفيض قلوبهم و تناولوا من دنه الأكوابا
    عباد شمس لا يغيب نهارهم ذاقوا الحياة رحيقها و الصابا

    يبكون للوتر المرنح خشعاً و يرون فى عنت الحياة ثوابا
    تصفو مشاربهم ويرقص روحهم و الفن يجمع شملهم أنسابا

    يا نيل لا تحزن فحانك عامر و الشاربون تناولوا الأنخابا
    نهبوا ملذات الحياة و أقسموا أن يحتسوك مع الصبوح شرابا

    يا نيل حبك خالد متجدد ماضيك يلهمنا الجديد كتابا
    صفحاتك انتظمت قديم عهودنا و جديدها و الحاضرالوثابا
يعمل...
X