خالد الباشا " من انتي "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خالد الباشا " من انتي "

    بالأمس أغرتني بالتحايا ..



    بالامس فقط كتبت لها (اني اشتاقك ) فكتبت لي (وانا كتير ...!!)



    وكعادتها ذهبت وتركتني احتفي بها مع الليل والصمت والجنون ...



    هي من ؟؟



    هي لحظة خارجة عن الاطار الزماني والمكاني ... خارج حدود المنطق والممكن والمعقول ..



    هي وعــــد ..!!

    وعـد مع نفسي قطعته على نفسي ان احملها بين نفسي وان اكتبها على نفسي وان

    احفظها في نفسي وان أُمني بها نفسي ..ولها اكتب : -



    صغيرتي ...



    ذات ليلة من ليالي عامنا هذا ... شددت رحالي واشواقي وحنيني وخرجت حاجا مراتع الصبا

    والذكرى والحنين ...

    كان القمر ينتصف السماء .. وانا انتصف فناء بيتنا والعبق يملأ انفي حنين لأيام كنت فيها

    قادر على مناجاة الطيف وممارسة اشواقي وأهلي نيام ...

    اتمدد الآن والصمت ابلغ من (كشكشة ) الرياح على ركن قصي تجمعت فيه بقايا اوراق قديمة

    واكياس النايلون والوورتاب ... لا شيء يقطع شرودي غير أنين خافت لا اعرف مصدره ولكني

    اشعر بأنفاس دافئة تتلاطم وانفاسي على مرمى حجر من العناق ..



    ولكن المصدر !! ..مصدر الانفاس مجهول الهوية وباهت الملامح والتفاصيل وكأنه خلق من

    دخان ابيض وتكون على شاكلة جمعت بين الانسان والنخلة والرمل .. كلما مددت اليه يدي

    وجدته من لاشيء .. لكني ومن بين ضجيج الصور المتداخلة تبينت عينيك وعليها اعتمدت

    في سرد حكايتي وانا ابكي ... ابكي وانا ممسك بيديك او كما يبدو ولكني اشعر بشيء ما ..

    اشعر بدفء يسري بين أناملي ودفء آخر يحاول مسح ماء العيون المنساب على كلي .. ومن

    بين كل ما اشعر به همست اليك والليل يسمعني ..



    شكرا صغيرتي لانك برغم الليل والمسافات البعيدة والوهاد ..جئتي الى رجل عجوز هرم لا

    يحتاج منك شيئا غير ان تضئين عتمات العمر ببصيص الفكرة .. الفكرة التي تحملينها

    وتوقدينها في قلب صحراء الانسانية وتناديه يا شيخي ..يا سيدي .. يا ابي واخي وامي التي

    تركتني وحيدة وعادت الى مراتعها وانا اشتاق ...



    صغيرتي ..

    اتشعرين بالليل هنا ؟



    بصوت الليل وصوت الحب وصوت الذكرى ...



    تشعرين بي وبخوفي من ادراك انك وهم كبير اعيشه وانك خيالات لامرأة من كوكب آخر

    فرضتها امكانياتي الماهرة في صناعة الصورة وصناعة الكلام وصناعة الاطياف ؟؟

    ياصغيرتي .. دعي بصرك يتجول حرا في ارجاء العتمة .. يتحسس الأمكنة المغبرة بالكلام

    على مر سنوات الحياة.. الحياة التي انسربت من بين انامل الدنيا وتركت البيوت اطلالا احن

    اليها كلما اشتقت اليك والى ابي وامي وآذان الفجر ... هنا ياصغيرتي تجرعت اول كوب من اللبن

    واو ل كوب من الشجن واول كوب من سمم مخلوط بالعافية والرحمة والخوف والدعوات

    والاشواق ...



    ياصغيرتي ... الآن يدخلك سلسا صوت مُزج بأصوات من رحلو صوت الموت وصوت الحياة

    وصوت الرياح والأطفال والبهم والكلاب والشجر والاغنيات ... اجمعيني الآن عليك فأنا

    اتبعثر ..اجمعيني بكلتا يديك فأني اشعر بالبرد وبالوحدة والاحزان ...

    ياصغيرتي اني مترع ومترف بكل ما يمكنك تخيله ومايمكنه تصوره فأنا لا احتاجك انثى بقدر

    احتياجي اليك فكرة اعيشها وانا في اللاوعي .. وفي اللاوعي اخرجك من بيني قصيدة اكتبها

    للدنيا واتركها ميراث لابنائي يتقاسمونه في يوم الاحتياج ....



    ياليتك تميلين على صدري قليلا وفي اذني همسا تخبرينني من انتي ...!!
يعمل...
X