خالد الباشا " عاش صادقا "

عاش صادقا يتباهى بشيء غريب


عاش صادقا يتباهى بشيء غريب .. ....



بأنه لم يترك قلبه للأمنيات ......



وانه لم يترك اشواقه لليالي الساهرات ......



وانه لم يمارس الحب يوما ولم يكتب على ابواب الزمان جملة مكررة تعبت منها عتبات الانتظار ....



(حضرنا ولم نجدكم ..).....



بل كان كما الشمس يأتي مع الصباح ويرحل مع اسراب الطيور عند حضور الظلام ..

يمضي ولا يكترث للكائنات وهي تستجديه الضياء ...



وذات مرة

..

سمع طرقات على باب بيته العتيق ... خرج كعادته يتلفح توب وقاره وحبابه وملامح بلده التي لم تفارقه حتى في لحظات انكساره النبيل ..

فوجد على ناصية الباب كلمات كتبت بحبر قديم ..

كتبت هكذا ..

انا حملتك جنينا مزمنا في احشائي حتى بلغت العاشرة وتضخمت في رحمي وفي قلبي وفي عيني فاصبحت لا ارى إلا انت .. انت يا رجلي الطيف ...

حينها شعر بشي يسري في جسده وشعر بالدوار ..

إذن هي :

هي من انتظرها لتأتي ولم تأتي إلا بعد فوات الأوان ..

هي نفس الملامح العربية الموشحة بالتواريخ والمرصعة باللآلي .. هي اميرته التي تمطئي فرسها العربي الاصيل .. جاءته من ازمنة غابرة لتنتشله من صمته الى ضجيج السيوف .. ومن عتمته الى بريق الاواني الفضية في بلاط الملوك وتفتح شهيته للحم وللخمر واللنساء ..

وكما يصب الماء صبا ...

فتح قلبه كجوال فارغ ومن بلح بركاوي الطعم والمذاق .. صباها في اعماقه صبا .....

......................

جلس بالقرب من منابعها لتحكي له عن الاشواق .. عن ممارسة اشواقها والطيف يأتي بعد مغيب الشمس ويخرج مع آذان الفجر والفجر يأتي ..

قالت له الآن اتركني امارس طقوس الحضور

وغدا القاك على وعد قطعته مع نفسي ومعك عندما كنت طيفا ...

وبدأ ينتظر

ينتظر الشمس ولا تأتي

ينتظر القمر ولايأتي

ينتظر الحزن والحزن يأتي ...

كتبت له على منديل ابيض مطرز الاطراف بالاغنيات والقصائد والامنيات ..

كتبت له حبيبي .. اني راحلة ..

فبكى لاول مرة في حياته وقرر الرحيل خلفها وان كلفه الامر حياته وبلاده واطفاله وبيته الانيق ...

ومن بين دموعه لاحظ شيئا

لاحظ على يد صديقه منديل ابيض مطرز الاطراف بالاغنيات وبالقصائد وبالامنيات .. وقد كتب عليه .. حبيبي اني آتية ..



فبكى ...