مصطفى سند «الكمنجات الضائعة»

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف عوض الباري
    :: المديـــر العـــــام ::

    • May 2010
    • 5332

    #1

    مصطفى سند «الكمنجات الضائعة»

    الكمنجات الضائعة


    وطرحت قوس َ كمنجتى جسراً ببحرِ الليل

    ثم هويت للقاعِ

    متورم العينين تنبضُ عبرَ أسماعِى

    طبولُ العالم الهدّار : لا تأسى لمن فاتوا

    فبعض مساكنٍ تبقَى وبعض مساكنٍ تنأى

    فتُدنيها المسافاتُ

    تعلّم وحدك التحديقَ نحو الشمسِ والمقلِ النحاسية

    مرايا تخطف الأبصارَ لكن ليلنا الصاحى

    وشرفتَنَا المسائية

    على عينيك ، فوق رموشك التَعبْى ستارات’’ ستاراتُ

    يضوعُ بنفسجُ الرؤيا وتخضرُّ النجيمات

    بكلّ أناقة الدنيا ،

    تمدّك بالظلالِ الزرقِ بالنغمِ الذى يهتزّ فى الريح

    بدندنة الأراجيح

    بساعاتٍ يظلّ الشعر يلهث فى مراكِضها ويطويها

    ويكسب روحَه فيها

    ويحلب قلبَه المطعونَ فوق دروبِها العطشى ليرويها

    ***

    وأهتف أيها المنثال كالأمطارِ أين زمان تلقانا

    بساح الجمرِ نحرق فى سبيلك سوسنات العمر

    نصرع ، ثم تأبان

    لعلك يا عذاب الليل كننت تزورنا كرهاً

    وترحل قبل أن تأتى

    ونحن نمزّق الأعصاب ، نسمع دمدمات الوحى

    خلف ستائر الصمتِ

    ونرقب ساحة الميلاد ، برق خلاصنا

    المرصود بين الآه والآه

    تفرع أيها المنقاد وجهك فى دروب الأمس

    كان الآمر الناهى

    أنا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا

    ولفّتنى المتاهاتُ

    سقيت الناس من قلبى ، حصاد العمر ،

    ذوب عروقى الولهى .. باكواب من النورِ

    أقبل كل من ألقى على الطرقات ،

    من فرحى وألثم أعين الدورِ

    كمنجاتى التى ضاعت تردد صوتها

    المخمور يهدر فى بحار الليل ، يهدر كالنوافيرِ .
يعمل...