سيد أحمد الحردلو «بكائية على بحر القلزم»

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عزيزوغالي
    :: المشــرف العـــام ::
    • Aug 2010
    • 3242

    #1

    سيد أحمد الحردلو «بكائية على بحر القلزم»

    بكائية على بحر القلزم





    أغني لتلك السواحلِ

    يمضغها الرملُ ،

    يأكلها وجع’’ من بطونِ التواريخِ ،

    اتكأتْ عند خطِ التماسِ السماواتِ بالبحرِ ،

    تغزلُ من موجهِ خيمةً

    يستريح بها القهرُ والصبرُ والانتظارْ.

    أغنّي وصوتي مئذنة’’ حملتها الرّياحُ ..

    تُزفزفُ من آخرِ الزمنِ الآسيويِّ –

    فريح’’ تُدحرجها للوراءِ

    وأُخرى تلوذ بها للأمامِ – الذي

    يتحصنُ بين الشذى والبهارْ .



    أغني لرملِ السواحلِ

    احتشدتْ فيه أشباحُ عشاقِ عصرٍ

    من النورِ كانَ ،

    وإنّ عصورا من النورِ سوف

    تجيىءُ .. مع النورسِ القُلْزُميِّ ..

    ومن كلِّ صوبٍ وحدبٍ

    مع الخيلِ والليلِ .. والفرحِ المستجيشْ .

    أغني لرملِ السواحلِ

    والصوتُ يَعلو .. ويَسمو

    وينثالُ فوق القراميدِ ،

    يُدلج في البحرِ

    يضربُ في البِّر ...

    حتى إذا أدركته المرافىءُ

    حطَّ لكي يستريحْ .



    يساورني –

    حين ألقاكَ نهباً مباحاً لكلِّ قراصنةِ البحرِ...

    كلِّ لصوصِ أُوربا ..

    وكلِّ نفاياتِ آسيا – بكاءْ .

    فأمتشقُ السيفَ والنصلَ

    أغزوكَ ،

    أغزو المروءةَ فيكَ

    وأغزو البطولةَ فيكَ

    وأنتهرُ الخيلَ كي تستفيقَ ..

    وأنتهرُ العربَ القدماءْ .

    وأخرجُ فيكَ بجيشيَ..

    لا تغربُ الشمسُ فوق مضاربه ،

    جندُه باع دنياهُ

    واقتحم الموتَ ..

    متظراً في الحدودِ الإشارةَ

    حشداً من الشهداءْ .

    فقُمْ .. أيها البحرُ ..

    قُمْ واغتسلْ وتوضأ واقرأ ،

    لنعطي الاشارةَ

    للواقفين صفوفاً .. كُتوفاً

    من البابِ للبابِ ..

    بالسيفِ والنصلِ والكبرياءْ .



    فها هي ذي السُفنُ العربيةُ

    تنشرُ فوق البحارِ القُلوعَ ...

    تعود محملةً بالتوابلِ والعاجِ والعطرِ والآبنوسِ

    من الهنِد والبونِت ،

    طالعةً في أعالي البحارِ

    وهابطةً في المرافىءِ بالفوز والربحِ .. والانتصارْ .

    وهاهُم على ساحليْكَ يعودون

    رُوماً .. وفُرساً..

    بطالمةً .. ويهودْ..

    وها هو أبرهةُ الحبشيُّ يحصر مكةَ بالمنجنيقِ..

    وبغدادُ – حاضرةُ الشرقِ – مذبوحةُُ للوريدْ..

    وهاهي كلُّ مداخلك الآنّ مسدودة’’ بالمغولِ

    وكلُّ مخارجك الآنّ محروسة’’ بالتتارْ .

    فقُمْ .. أيها البحرُ..

    قُمْ واغتسلْ وتوضأ واقرأ ،

    لنعطي الاشارةَ ..

    نعطي البشارةَ

    للواقفين صُفوفاً .. كُتوفاً

    من البابِ للبابِ ..

    يمضُغهم وجعُ الانتظارْ.



    أغني لرمل السواحلِ ،

    يا أيُّها الوجعُ المستبد بنا .

    أيُّها المستبيحُ مراقدَنا

    مثلما تفعل النارُ في الأرضِ

    حين تمورُ ،

    كما الشوقُ في القلبِ حين يروادنا العشقُ

    أو نتداركه في خريفِ الزمانْ.

    أما حان أنْ يطلع البدرُ فينا

    فنلقاهُ عند الثنياتِ ..

    بالدُّفِّ والكفِّ .. والمهرجانْ..

    نشيلُ البيارقَ –

    تِلوَ السيوفِ-

    وفوق الكتوفِ ،

    ندوسُ بها فوق جيشِ المغولِ

    الذي استراح..

    وقد استباح رمالَ السواحلِ ،

    يمضُغها وجع’’ يستبد بنا

    كلَّ آونةٍ من أوانْ .



    أغني لرملِ السواحلِ .

    صوتي مشتعل’’ كصهيلِ جوادٍ من الحُلمِ ،

    من أولِ الزمنِ العربيِّ الخرافِّي

    من آخرِ الزمنِ العربيِّ الخرافِّي ،

    من كلِّ نجدٍ من الزمنِ

    القُرشِّي اللسانْ .

    أغني لرمل السواحلِ

    متكئاً فوق سَجادِه العربيّ

    أشاهدُ وجهَ عليّ

    وخالدَ بن الوليدِ

    وطارقَ بن زيادَ

    وأيوبَ مصرَ ..

    وعنترةَ العَبَسيّ.

    أشاهدُ جيشيَ لا تغربُ الشمسُ فوق مضاربه ،

    فَيْلق’’ في الخليجْ

    فَيْلَق’’ في المحيطْ

    فَيْلَق’’ في البحارْ

    فَيْلَق’’ في الديارْ ،

    فأمتشقُ السيفَ يقطُر من دمه الأجنبيّ .

    وأعبُر بابَ الجزيرةِ ..

    والكونُ تحت سنابكِ حيليَ .. وبين يديّ .



    أغني لرمِل السواحلِ ما شهدته السواحلُ

    ما وشوش الموجُ

    ما فعل الفوجُ .. بالأوّلينْ

    فينفلقُ البحرُ ..

    إنبهل الطودُ .. وانسدل الموجُ

    وارتحل البحرُ .. بالآخَرِينْ ،



    أغني لتلك السواحلِ

    يمضُغها الرملُ ..

    يأكلها وجع’’ من بطونِ التواريخِ ،

    إتكأتْ عند خطِ التماسِ السماواتِ بالبحرِ ،

    تغزلُ من موجه خيمةً

    يستريحُ بها القهرُ والصبرُ والانتظارْ
    التعديل الأخير تم بواسطة عزيزوغالي; 09-12-2011, 02:20 PM.
    Azizwagali


يعمل...