محمد اسماعيل الرفاعي « عكْسُ الريحٍ»

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف عوض الباري
    :: المديـــر العـــــام ::

    • May 2010
    • 5333

    #1

    محمد اسماعيل الرفاعي « عكْسُ الريحٍ»

    «عكْسُ الريحٍ»
    محمد اسماعيل الرفاعي

    أُفاخِرُ أنّني يوماً
    عبرتُ النيلَ
    ذاك العاتيَّ الأزرقْ
    وكُنْتُ أُقاومُ التيارَ
    رغمَ ضراوةِ الإعصارِ
    رغمَ تتابُعِ الأمواجِ كالفيلقْ
    سبحتُ .. سبحتُ عكسُ الريحِ
    من عُمْقٍ تحارُ لهُ محاراتٌ إلى أعمقْ
    ولم أحمل معي المِجدافَ
    ليس يروقُني زورقْ
    ولا ما خِفتُ حين النيلُ
    كشّر نابَ غضبتهِ
    تمحّصَ إذ تفحّصني
    تملّى في مُحيايَ
    وكم يا صاحبي حدّقْ
    ولا ما صحتُ يا صاحي
    هَـلُمَّ إليَ أنجدْني
    أغثني ها أنا أغرقْ
    فمِجدافي عصا صبري
    وزورقي إذ عبرتُ النيلَ
    نورُ جبينِ من أعشقْ
    فعِشْقُهُ واهِبٌ ثِقةً
    إذا ما لاحَ أو أبرقْ
    حياتي كُلُها عزْمٌ
    وكان اللهُ في عوني
    فهل مِنْ بعدِ ذا أغرقْ
    تصايحَ بعضُ من كانوا
    بظلٍّ وارفٍ مورقْ
    بشطّ النيلِ حينَ رأى محاولتي
    فتمتمَ حانياً أشفقْ
    وصاحَ عليَ يا هذا
    توقّفْ أيُّها الأحمقْ
    تراجعْ أيُّها الأخرقْ
    ولكنّي بِلا وجلٍ
    عبرتُ النيلَ
    ذاكَ العاتيَ الأزرقْ
    فبشّ الشّطُ مُبْتَهِجاً
    بتلكَ الضِّفّةِ الأُخرى
    إذا ما جئتَهُ فَرِحاً
    تبسّم ضاحِكاً
    صفّقْ
يعمل...