مجتمع الهمباتة
يتكون مجتمع الهمباتة من فئتين: الهمباتة الذين يقومون بنهب الابل
و«العملا» الذين يقومون ببيع الابل المنهوبة.. ومن أشهر الهمباتة
«الذين تتردد اسماؤهم الطيب عبدالقادر سليمان المعروف باسم
«ودضحوية» من قبيلة الجعليين، ورفيقه طه محمد ابو زيد
البطحاني المعروف باسم «طه الضرير» ومن نفس القبيلتين
الصديق ود عثمان ود التركاوي «اب ترمة» وعلي احمد علي،
و«كيقة» ودعمران والخضر ودفكاك، وعثمان ود علي «ترتر»
ومدني محمد عويضة والعطا ود حليلات ومن الكواهلة وقبائل
كردفان محمود ود آدم، عبدالله ود المقدم، شرف ود المجرب،
محمد ود عايس، ابو حبيب ابو زيد، حامد امبده، عبدالله حريكه،
عوض الكريم محمد ابراهيم، موسى ودكوكو، وغيرهم كثيرون.
العملا
كانت قبيلتا العليقات والعبابدة اشهر تجار الابل حيث كانوا يبيعونها
في مصر.. وتتألف فئة العملا غالبا من اشخاص كانوا همباته، ثم
تركوها لاي سبب من الاسباب، وهم الى جانب بيع الابل المنهوبة
يقومون بمساعدة الهمباتة بتقديم القروض لهم اذا ما اصبح احدهم
خالي الوفاض، ويقومون بتجهيزهم «تشهيلهم» وكانت بوادي
السودان تزخر بهم مثلما تعج بالهمباتة، وهم معروفون بالاسم
في كل قبيلة وكل منطقة، وقد كان من اشهرهم في شرق
السودان عواد، ادريس ود علي، علي جبريل، محمد هدل،
ومن قبيلة الكواهلة «محمود ود ادم، احمد ود المليح
ومن الجعليين في الشمال: احمد ود عوض السيد، احمد عوض
الكريم «ودضيقة» حاج علي ود طه، دوشان، وابو جارندة في
منطقة جبل دود غربي سنار، وفي غرب السودان جريجير من
عرب القريات وقنفود وعيد من الكبابيش.
ولم يكن عمل العملا قاصرا على الرجال بل ان «ستات المجالس»
ممن احترفن صنع الخمر وتهيئة مجالس اللهو من الجواري اللائي
نلن حريتهن بعد الغاء الرق في السودان، كن يقمن ببيع الابل
المنهوبة كما يقمن باقراض الهمباتي المال الذي يحتاجه..
يقول ود ضحوية:-
الدرب البجيب كمش النقود موهين
وما بمشيهو ديك بيتو اب جليدا لين
الولد البيقوم من أم حمد متدين
غصبا عنويا الساحر يسوقن بين
يخاطب جمله الساحر قائلا ان الطريق الذي يجيء بالنقود الكثيرة
«يجيب كمش النقود» ليس هينا ولا سهلا، ولا يمشي فيه من
يلازم بيته مثل الديك صاحب الجلد اللين الناعم.. ولكن الصنديد
الذي يقوم بعد ان يستدين من الغانية «ام حمد» فلا بد له ايها
الساحر من ان يسوق الابل واقتدارا عيانا بيانا.. ويقول اخر مخاطبا
ناقته: -
الليلة ام هلال امست سراتك تارة
واسايدك سواويق لي الردوف والداره
ان بردن نكافيبن سوالف السارة
وان حرن صناديدا نقابل الحاره
فهو يقول لناقته «ام هلال» ان سنامك «سراتك» قد رجعت للوراء
«ترت» من طول الركوب، وان أسيادك يعرفون قود «سواويق»
الابل ممتلئة الارداف، وتلك الحبلى «الداره» فاذا ما خلصن
«بردن» نكافئ بهن افضال وديون «سوالف» الغانية المسماة
«السارة» اما اذا تطلب الامر القتال فاننا صناديد في المعارك
الحارة.
السالف
والسالف هو ابرز صور التعاون بين الهمباتة، وهو يتمثل في واجب
الهمباتي نحو زميله اذا كان في موقف يحتاج فيه الى المساعدة،
فهو واجب وليس دينا يرد، فما ان يحتاج الهمباتي الى المساعدة
فانه يلجأ الى الهمباتة في المنطقة لمساعدته حتى دون سابق
علاقة او معرفة، ومن يتقاعس عن اداء هذا الواجب يعتبر خارجا
على «السوالف» وتسوء سمعته، ويحجم الجميع عن التعامل
معه او تقديم العون له في وقت الحاجة.