الحديث عن الرفاق :
جاء شعر الهمباتة حافلاً بالحديث عن رفاقهم ، تحدثوا عن مواقفهم وعددوا صفاتهم ووصفوهم الشجاعة والاقدام ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل وصفوا مشاعرهم حين تفرق بينهم الايام ، وهو شعور مكلل بالمشاركة الوجدانية ، فقد روى " طه الضرير"
الليلة النفس امســـــــت حزينة وعامــــــدة
وما بتســـــــلى بي برقع* حميـــــدة وحامدة*
فارقنــــــا الرباعــــــة* أبّان* قلوبا جامــدة*
ناس طــــــه اللحو* ضوء القبيلة الهامـــــدة*
عامدة : من عمد اشتد حزنه
برقع : غطاء الوجه المعروف والزبيدية اكثر القبائل استعمالاً له .
حميدة وحامدة : اعلام نساء
الرباعة : الزملاء والاصدقاء ، ابان : اصحاب .
هم يعتزون برفاقهم ويعجبون بشجاعتهم وشدة مراسهم وقوة عزيمتهم واقدامهم
أمـــــــْرار في الكَدُوس* وأمْرار سجارة اعلِّبْ
أمـــــــْرار في خلاء وأمْرار بهيمــــــــة أسلّبْ
كـــــــــم اربع جنين فوق الدّرق بِتّلــــــــــــبْ*
لي الياجينــــــي* راسي* ؤمنو ماني مجلــِّب*ْ
الكدوس : الغليون
تلب : قفز
الياجيني : الذي يجيئني
راسي : ثابت
حلّب : خاف وفزع
والحديث عن الرفيق يتخذ اشكالا مختلفة بدءاً بالفخر بثباته ومضاء إرادته ، والحزن على فقده حتى ولو كان الفقد مؤقتاً وانتهاء بالوقوف معه وشد أزره والقيام بواجبه عنه والتعفف عن محارمه :
مانــــــــــي* الفاسد* ال بي الكِضبْ بِتنبّــــى
سارح* بى العــــُروض* لي جارتي ما بدبّى*
ياستــــــــــار من نضم الخشوم والسِبـــــــــــّة
انا اخــــــــو الزينة عند حل الرفيق والضّبـــّة*
ماني : لست
الفاسد : الذي ساءت اخلاقه
تنبأ : اخبر وهى هنا بمعنى المفاخرة
سرحت المواشى : ذهبت للمرعى
العروض : جمع عرض وهو ما يصونه الانسان من نفسه او يلزمه امره . تدبى : جاء متلصص
الضبة : ضب شد قبضته عليه
آراؤهم في غيرهم :
رسم شعراء الهمباتة صورة مشرقة لحياتهم التي يعيشونها فهم يفتخرون بـ " الهمبتة" ويمجدونها ، وكانوا يحتقرون الضعفاء الذين لا يسلكون مسلكهم ، ولونوا حياتهم بالوان قاتمة وخلعوا عليهم الالفاظ الدالة على الضعف وصغر الشأن " ناس قدر الله " و " المنفوخ جراب الصوف " و " الديوك " وما اليها وجاءت في شعرهم كثير من المقارنات بينهم وأولئك :
اكــــــــان شُفْتينا في ساعـــــــة الدَرَك*ْ والخـــوف
ما بِتْسلـــــــي بي المنفـــــوخ جُراب* الصــــــــوف
نحن ألبِنْكــــاور* أم قُوفــــــة* ونَسُوقــــــــا رَدُوف
نحـــــــــــن ألنّدخُل* الحــارّة* العِصيهــا* ظْرُوف*
الدرك : الخطر
الجراب ، وعاء من الجلد
نكاور : نسوقها مجتمعة
أم قوفة : الناقة
الندخل : أي الذين نخوض
الحارة : الحرب
العصيها : مفردها عصا
الظروف : الوعاء يقصد به هنا ظرف الذخيرة .
وكانوا يعتبرون حياتهم هي الحياة المثالية وما عداها وضيع حقير
واحــــــــدين أمّلُوا البـــــــرازة* والحشّاشــــــــــة
وحدين أمّلـــــــــوا فوق سيـــــــــِرة الحواشـــــة *
واحــــــــــدين أمّلُوا الرّكْبــــــــة المعاها جعاصــة*
ود النــــــــور حِليــــــــــل بهما*ً مَنَامُو* حَنَاســــة*
البرازة : تقاة لدق القمح
الحواشة : قطعة من الارض محوشة
جعاصة : التباهي
البهم : في البادية يقصد بها الصيدة الصغيرة
منامو: منامه
حناسة : من حنّس : اغرى وارضى .
تحدث الهمباتة ايضاً عن فئة اخرى من الناس ، وكانوا يطلقون عليهم " البلايس " ومفردها " بلاسى " وهو الجاسوس والمخبر الاجير . وقد كان هؤلاء يشكلون هاجسا للهمباتة لانهم يشون بهم لدى اصحاب الإبل والسلطة ، لذلك فقد عاب عليهم الهمباتة هذا المسلك وهجوهم في شعرهم :
ألبِل جَفَلـــــــــــــن* على ابو فـــــــــــــــــــــــاس*
مابجيبهــــــــِن* وَدْ يُمــــــــّة وما بجيبهِن البلاسْ
حِسْ رصاصهـــــن بَكَى زي صبّة أم هَرْمـــــــاس*ْ
مابْترضالنــــــــــا* بي جيبة الســــــــــــُّروج يُبّاسْ
جفل : نفر وشرد
ابو فاس : مكان بعينه في كردفان
جاب الشئ : اتى به
صب الماء : سكبه
أم هرماس : في غرب كردفان تعني الامطار الغزيرة
مابترضالنا : لن ترضى لنا .
ذكر الاسلحة :
يعتمد الهمباتي في حياته على قوته النفسية والجسدية وقوة السلاح ، فإذا تحدث عن العنصر الاول في نجاحه فلابد أن يذكر الثاني وهو السلاح ، حيث أن القوة والشجاعة لا تكفيان لتحقيق النصر . اما سلاحهم فهو سلاح عرب البادية واهل السودان عموماً المكون من السيوف والفؤوس والدرق وبعض انواع الاسلحة النارية ، اما السيف فهم يكنون عنه بالفاظ منها " القداد " ، " الهاري " ، " الحاد " ، ويكنون عن الدرقة بـ " الصايمة " اما انواع الاسلحة النارية فقد ورد منها " أب جقرة " ، " القربين " ، " أب خمسة " ، " أب ستة " ، " أب عشرة " . وقد جمع أحد شعرائهم كل هذه الانواع من السلاح في قوله :
بعد أب جقـــــــــرة والهاري البياكل الصايمــة
حققناهــــــا ياخوي العبـــــوس مي دايمــــــــة
جاء شعر الهمباتة حافلاً بالحديث عن رفاقهم ، تحدثوا عن مواقفهم وعددوا صفاتهم ووصفوهم الشجاعة والاقدام ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل وصفوا مشاعرهم حين تفرق بينهم الايام ، وهو شعور مكلل بالمشاركة الوجدانية ، فقد روى " طه الضرير"
الليلة النفس امســـــــت حزينة وعامــــــدة
وما بتســـــــلى بي برقع* حميـــــدة وحامدة*
فارقنــــــا الرباعــــــة* أبّان* قلوبا جامــدة*
ناس طــــــه اللحو* ضوء القبيلة الهامـــــدة*
عامدة : من عمد اشتد حزنه
برقع : غطاء الوجه المعروف والزبيدية اكثر القبائل استعمالاً له .
حميدة وحامدة : اعلام نساء
الرباعة : الزملاء والاصدقاء ، ابان : اصحاب .
هم يعتزون برفاقهم ويعجبون بشجاعتهم وشدة مراسهم وقوة عزيمتهم واقدامهم
أمـــــــْرار في الكَدُوس* وأمْرار سجارة اعلِّبْ
أمـــــــْرار في خلاء وأمْرار بهيمــــــــة أسلّبْ
كـــــــــم اربع جنين فوق الدّرق بِتّلــــــــــــبْ*
لي الياجينــــــي* راسي* ؤمنو ماني مجلــِّب*ْ
الكدوس : الغليون
تلب : قفز
الياجيني : الذي يجيئني
راسي : ثابت
حلّب : خاف وفزع
والحديث عن الرفيق يتخذ اشكالا مختلفة بدءاً بالفخر بثباته ومضاء إرادته ، والحزن على فقده حتى ولو كان الفقد مؤقتاً وانتهاء بالوقوف معه وشد أزره والقيام بواجبه عنه والتعفف عن محارمه :
مانــــــــــي* الفاسد* ال بي الكِضبْ بِتنبّــــى
سارح* بى العــــُروض* لي جارتي ما بدبّى*
ياستــــــــــار من نضم الخشوم والسِبـــــــــــّة
انا اخــــــــو الزينة عند حل الرفيق والضّبـــّة*
ماني : لست
الفاسد : الذي ساءت اخلاقه
تنبأ : اخبر وهى هنا بمعنى المفاخرة
سرحت المواشى : ذهبت للمرعى
العروض : جمع عرض وهو ما يصونه الانسان من نفسه او يلزمه امره . تدبى : جاء متلصص
الضبة : ضب شد قبضته عليه
آراؤهم في غيرهم :
رسم شعراء الهمباتة صورة مشرقة لحياتهم التي يعيشونها فهم يفتخرون بـ " الهمبتة" ويمجدونها ، وكانوا يحتقرون الضعفاء الذين لا يسلكون مسلكهم ، ولونوا حياتهم بالوان قاتمة وخلعوا عليهم الالفاظ الدالة على الضعف وصغر الشأن " ناس قدر الله " و " المنفوخ جراب الصوف " و " الديوك " وما اليها وجاءت في شعرهم كثير من المقارنات بينهم وأولئك :
اكــــــــان شُفْتينا في ساعـــــــة الدَرَك*ْ والخـــوف
ما بِتْسلـــــــي بي المنفـــــوخ جُراب* الصــــــــوف
نحن ألبِنْكــــاور* أم قُوفــــــة* ونَسُوقــــــــا رَدُوف
نحـــــــــــن ألنّدخُل* الحــارّة* العِصيهــا* ظْرُوف*
الدرك : الخطر
الجراب ، وعاء من الجلد
نكاور : نسوقها مجتمعة
أم قوفة : الناقة
الندخل : أي الذين نخوض
الحارة : الحرب
العصيها : مفردها عصا
الظروف : الوعاء يقصد به هنا ظرف الذخيرة .
وكانوا يعتبرون حياتهم هي الحياة المثالية وما عداها وضيع حقير
واحــــــــدين أمّلُوا البـــــــرازة* والحشّاشــــــــــة
وحدين أمّلـــــــــوا فوق سيـــــــــِرة الحواشـــــة *
واحــــــــــدين أمّلُوا الرّكْبــــــــة المعاها جعاصــة*
ود النــــــــور حِليــــــــــل بهما*ً مَنَامُو* حَنَاســــة*
البرازة : تقاة لدق القمح
الحواشة : قطعة من الارض محوشة
جعاصة : التباهي
البهم : في البادية يقصد بها الصيدة الصغيرة
منامو: منامه
حناسة : من حنّس : اغرى وارضى .
تحدث الهمباتة ايضاً عن فئة اخرى من الناس ، وكانوا يطلقون عليهم " البلايس " ومفردها " بلاسى " وهو الجاسوس والمخبر الاجير . وقد كان هؤلاء يشكلون هاجسا للهمباتة لانهم يشون بهم لدى اصحاب الإبل والسلطة ، لذلك فقد عاب عليهم الهمباتة هذا المسلك وهجوهم في شعرهم :
ألبِل جَفَلـــــــــــــن* على ابو فـــــــــــــــــــــــاس*
مابجيبهــــــــِن* وَدْ يُمــــــــّة وما بجيبهِن البلاسْ
حِسْ رصاصهـــــن بَكَى زي صبّة أم هَرْمـــــــاس*ْ
مابْترضالنــــــــــا* بي جيبة الســــــــــــُّروج يُبّاسْ
جفل : نفر وشرد
ابو فاس : مكان بعينه في كردفان
جاب الشئ : اتى به
صب الماء : سكبه
أم هرماس : في غرب كردفان تعني الامطار الغزيرة
مابترضالنا : لن ترضى لنا .
ذكر الاسلحة :
يعتمد الهمباتي في حياته على قوته النفسية والجسدية وقوة السلاح ، فإذا تحدث عن العنصر الاول في نجاحه فلابد أن يذكر الثاني وهو السلاح ، حيث أن القوة والشجاعة لا تكفيان لتحقيق النصر . اما سلاحهم فهو سلاح عرب البادية واهل السودان عموماً المكون من السيوف والفؤوس والدرق وبعض انواع الاسلحة النارية ، اما السيف فهم يكنون عنه بالفاظ منها " القداد " ، " الهاري " ، " الحاد " ، ويكنون عن الدرقة بـ " الصايمة " اما انواع الاسلحة النارية فقد ورد منها " أب جقرة " ، " القربين " ، " أب خمسة " ، " أب ستة " ، " أب عشرة " . وقد جمع أحد شعرائهم كل هذه الانواع من السلاح في قوله :
بعد أب جقـــــــــرة والهاري البياكل الصايمــة
حققناهــــــا ياخوي العبـــــوس مي دايمــــــــة



