الفنان المبدع {{ عبدالعزيز المبارك }}

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ضى القمر
    :: الاشراف والتنظيم ::

    • Jun 2010
    • 4263

    #1

    الفنان المبدع {{ عبدالعزيز المبارك }}


    فنانو الزمن الجميل

    عبدالعزيز المبارك

    ونتناول بالحديث هذه المرة بعض من جوانب مسيرة ابن ودمدني القدير " عبد العزيز المبارك " .. وأول ما نبدأ به هو التعريف ببعض الجوانب الشخصية لهذا الفنان المرهف الإحساس .

    ولد " عبد العزيز " ونشأ وترعرع بحي العشير بود مدني .. ومنزل الأسرة بشارع التراب النازل من القبة لداخل العشير .. حيث يقع المنزل ملاصقا لنادي " المدينة " من جهة الجنوب .

    والده هو المرحوم " المبارك حامد الحبر " .. وترجع جذور هذا الرجل لمدينة العليفون .. فهو ابن أخ الشيخ " إدريس الحبر الأرباب " .. وسكان " أم سويقو " يذكرون تماماً دكانه الشهير الذي أرتبط باسمه بسوق " أم سويقو " دكان "حاج المبارك " .. وعمنا المبارك بحكم عمله في التجارة كان كثير التجوال .. من ذلك أنه أفتتح له محلاً آخر بمدينة المناقل فقد كان سوقها متحركاً في ذلك الوقت .. هذا التجوال كما أسلفت كانت له انعكاسات أخرى .. ففي كل مكان ذهب إليه أقترن بزوجة .. والناس في ذلك الزمن الجميل كانوا يكرمون الشخص الذي يحبونه ويثقون في دينه والتزامه بتزوجه إحدى بناتهم .. وهو ما صعب علي مسألة تتبع زوجاته وأولاده منهن .

    ما يهمنا في سيرة هذا الفنان الخلوق التركيز على أسرته الصغيرة .. فأمه هي الحاجة " أمنه بت القطيرة " .. وهى أمراه طيبة الخصال .. وكانت محبوبة للغاية لحسن تعاملها وتواصلها مع أهل الحي ومجاملتها لهم في أفراحهم وأتراحهم .. ورزقها الله من عمنا " المبارك " ثلاثة أبناء وبنت واحدة أسمها " عزيزة " توفيت لرحمة مولاها في سن مُبكرة .. والشقيق الأكبر للأخ " عبد العزيز " هو " سليمان " وكان يعمل بهيئة البحوث الزراعيـة .. وأذكر أنه كان في الفترة المسائية يعمل بالسينما وقد توفي لرحمة مولاه .. ثم يليه المرحوم الأستاذ / عوض المبارك .. وكان معلماً .

    وتجدر الاشارة هنا والتنويه إلى أن كثيراً من الناس يعتقدون خطأ أن الموسيقار المرحوم " أحمد المبارك " هو أخ شقيق للفنان "عبد العزيز المبارك" .. والواقع هما أقرباء وليسوا أشقاء .

    أما عن أسرته الصغيرة فزوجه هي " مها عبد القادر عثمان " وهى الشقيقة الصغرى للراحلة المقيمة الأستاذة " محاسن عبد القادر عثمان " المديرة السابقة لمدرسة المؤتمر بنات ..وعديل للأستاذ عبد الرحيم فقيري عبد القادر المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة .. كما سبق له الزواج من الأستاذة منى خضر المحامية بود مدني .. وانفصلا .. ورزق منها بزهرتين جميلتين
    ( أختين توأم ) هما " منيه " .. و " أمل " .

    " عبد العزيز " .. لفت الأنظار إليه في الدورات المدرسية .. الشئ الذي شجعه على الاهتمام بمعرفة العزف على بعض الآلات الموسيقية بتركيز على العود .. فكثيراً ما كان يعزف على العود .. ويدندن ببعض الأغنيات داخل المنزل .. كما كان يقلد بعض كبار الفنانين .. وفي أحدى المرات أستمع إليه أحد أقربائه .. وهو الموسيقار الراحل " أحمد المبارك " .. فأثنى على جمال صوته .. وشجعه على السفر للخرطوم .. لينمي هذه الموهبة ويطورها .. وقتها كان " عبد العزيز " يعمل بوزارة الثقافة والأعلام بود مدني .. ونتيجة لإصرار وإلحاح الأستاذ " أحمد المبارك " سافر " عبد العزيز " للخرطوم .. حيث قدمه للجنة النصوص بالإذاعة السودانية .. وكانت الأغنية التي دخل بها للجنة النصوص " ليه يا قلبي ليه" .. وهى من نظم الشاعر الراحل الأستاذ " محمد جعفر عثمان " .. وتقول كلماتها :

    ليه يا قلبي ليه تانى رجعت ليه
    ليه أيام زمان ... عدت تحن ليه
    وحيات الشجن ...وأحلى الذكريات
    ما تردد كلام يحي الفات ومات
    وما تخلى العيون تحكى الأمسيات
    حلفناهو ينسى لو نسيان يفيد
    ليه بتقولي تانى نرجع من جديد
    يامه حلفت قلته لو غرب تشرق
    وتبعد عن طريقه وعن هجره البحرق


    وللأسف لم تجيز كلمات الأغنية .. على الرغم من اقتناع اللجنة بجمال صوته .. هذا الإخفاق لم يفت في عضد " عبد العزيز " .. ولم تفتر عزيمته .. وفي المحاولة الثانية نجح الفنان " عبد العزيز المبارك " في اجتياز " لجنة النصوص " .. وتم اعتماده مطربا وملحنا ومن يومها بدأت صلته بالإذاعة .. هذه الخطوة فتحت له بقية الأبواب فدلف لمبنى التلفزيون .. ثم لمعهد الموسيقى والمسرح .. حيث التقى هناك بالموسيقار الأستاذ " عمر الشاعر " .. هذا التلاقي كان له ما بعده في مسيرة الفنان عبد العزيز المبارك .. إضافة طبعاً لما أكتسبه من معارف ومعلومات ومهارات ورؤى جديدة نتيجة دراسته بمعهد الموسيقى .. وسرعان ما شق طريقه بكل جدارة واقتدار .. فجعل القلوب تنبض بحبه .. و خطف قلوب المعجبين والمعجبات بصوته الشجي وكلماته الرقيقة وإلحانه الجميلة فغني العديد من الأغنيات منها : " آخر العشرة .. أحلى عيون .. بصراحة .. بتقولي لا .. بصراحة .. ليه يا قلبي .. بعد الشفا .. يا عسل .. طريق الشوق .. تحرمني منك .. ما كنت عارف .. يا مار ببيتنا .. يا عزنا .. والرائعة "حلوة الصدفة" للشاعر المبدع " عزمي أحمد خليل " والحان" فتحي المك " .. نانو نانو .. عفرا الحلوة .. الكوكب الفضي .. آه من جور زماني .. أحلى جاره .. أرخي الرمش .. أفراح الحلوة .. أنا والحبيب .. آنة المجروح .. أوصيك يا المفارق .. إذا ما أقبل الليل .. الغربة شينة .. بتقول وداع .. صابحني دايما مبتسم .. صدفة .. طريق الشوق .. كل السنين .. ليل الغريب .. يا نجوم الليل ... وغيرها من الروائع .

    من أغنياته الجميلة " ما كنت عارف الريد " .. تلك التي كتب كلماتها الشاعر الراحل " محمد جعفر عثمان " ولحنها الموسيقار " عمرالشاعر " .. وتقول كلماتها :

    السنين ضاعت واحسرتي لا الطيبة أجدت لا دمعتي
    وكم في الخيال زينت بيك دنيتي وإحتضنتو غرامك
    خبيتو في مهجتي ما كنت متصور في يوم خداع
    في هواك أصادف ياريت , يا ريتني كنت عارف
    جاري وراء السراب مخدوع وضاع الزمن
    كيف أنسى العذاب قول لي قول يا شجن
    ما عدتا أمني روحي بيك وهواي كان التمن
    ما كنت متصور في يوم خداع في هواك أصادف

    وفي مطلع التسعينيات نجده وقد حزم حقائبه وشد الرحال للمملكة العربية
    السعودية فأستقر به المقام بمدينة " جدة " .. فأمضى في الاغتراب ما يناهز
    العشرة أعوام .. وكانت أيامه بجده .. بل وأيام جده به كانت من أجمل الأيام حيث
    قدم العديد من الأعمال .. وسجل كذلك العديد من الألبومات بالتعاون مع شركة
    " فرسان " بمدينة جدة ..
    ثم عاد الطائر المغرد لعشــه ليضع عصا الترحال جانباً ..
    ويستقر بين أهله ومعجبي فنه .

    وقد شاءت إرادة المولى الكريم أن يغترب الفنان الشفيف " الطيب عبد الله " للملكة العربية السعودية أيضاً .. ومن الطبيعي أن يلتقي بعبد العزيز المبارك .. لأن لهما ذات الطباع .. وذات الصفات الجميلة .. ومن ألأشياء الجميلة التي يجب ذكرها هنا أن الفنان الجميل " الطيب عبد الله " قد أهدى للفنان" عبد العزيز المبارك" كلمات أغنية " طريق الشوق مشيناه " بل أنه من قام بتلحين تلك الأغنية الجميلة .. التي تقول كلماتها :

    طريق الشوق مشيناه
    وبحر الريد عبرناه
    وقلنا في يوم مصيرنا نوصل
    خيالك ماوصلناه

    تطول يا ليل
    وفيك تطول مآسينا
    ونسكب فيك دموع الشوق
    ومانلقي البواسينا
    حبيبنا هناك بعيد وسعيد وناسينا
    متين يا شوق ظروفناتروق
    علي الأفراح ترسينا

    أقول أنساك وأنسى الماضي وأحزان
    يجيني الليليصحي الشوق وحرمان
    سنين العشرة والأيام عليك هان
    مشيت خليتني للأيام غريبة مفارق أوطان

    ومن الأغنيات الرائعة للفنان " عبد العزيز المبارك " بتقولي لا .. هذه الأغنية الجميلة وضع كلماتها الشاعر الراحل المرهف الإحساس الأستاذ " عثمان خالد
    " ولحنها الأستاذ "الفاتح كسلاوي " .. وهى من أجمل ما كتب الشاعر الراحل "عثمان خالد" ..
    إذ حوت على أحلى كلمات ( الغزل .. والحنين .. والشوق للقاء المحبوب ) ..
    وهى مليئة بالرقة والأحاسيس الجميلة التي تدغدغ المشاعر والقلوب ..
    كما أضفى عليها الفنان " عبد العزيز المبارك " بجمال صوته وعذوبته الكثير
    من الرقة والجمال وتقول كلماتها :

    بتقولي لا .. بتقولي لا ..
    بتقولي لا .. لقليب عليك يقطر حنان ويذوب وله
    بتقولي لا لقليب رقيق ما اظنو لالالا بيحملا
    بتقولي لا .. يا بهجة يا غالية يا ست القلوب يا مذهلا
    بتقولي لا ... بتقولي لا ...
    وحيات شبابك ذوبت في عينيك حنان ومغازلا
    سافرت في رحلة مشاعر ملهمة ومتأملا
    شفت الورود من وجنتيك غيرانه متوسلا
    حتى القمر غار من صفاءك وأصبح يردد في الصلاة
    جاءك المساء يؤدي الفروض داعب شفايفك وغازلا
    شال لون جميل من وجنتيك مسح خدودك وبللا
    وأصبح يلملم في النجوم ينظم عقود ويغزلا
    طرز لجيدك بالحرير أحلا العقود
    بتقولي لا ... بتقولي لا ...
    أنا بيك بدغدغ في القلوب يا حلوة أحرف واشتلا
    أملاها رقه ودندنات وعناق حنان ومبادلا
    أنا بيك لو قلبك يحن عالم يجن من الوله
    أسقيك حنان.. ما اظنه كان.. في الدنيا أو كانت صلا
    وازرع هواءك بين النجوم.. روضة حنان وابللا
    وأحكيك لحون يا غالية لا انصاغت ولا عود غازلا
    واخلي كل الكون يقول فنان يذوب في مذهلا
    بتقولي لا.. يا لهفه المشتاق ويا طعم الحلا
    بتقولي لا... بتقولي لا....

    كما غنى عبد العزيز المبارك لشاعر الرومانسية المرهف الأستاذ
    " عبد الرحمن الريح "
    أغنيته الجميلة " يا نجوم الليل أشهدي " ..
    وهى من الشعر الرصين .. ومن المعروف فإن شعر " ود الريح " بصورة عامة
    يمتاز في مجمله بجمال اللغة .. والبلاغة .. ومتانة القافية .. هذه الأغنية من درر
    أغاني الحقيبة التي تذكرنا بالماضي الجميل ..
    ماضي يبعث في النفس الراحة والجمال والبهجة ..

    تقول بعض كلمات الأغنية :

    يـانـجوم الليل اشهدي عـلـي لوعتي وتسهُّدي
    عـلـي بُـكاي و تنهُّدي
    من ليه حُسن الكون هُدي النـافر الجـافي الهَدي
    يـا عـيني يوم تشاهديْ اقريْ السلام و استشهدي
    عـلـي بُـكاي و تنهُّدي

    خاتمــة :

    هذه كانت لمحة سريعة عن بعض جوانب مسيرة فناننا المبدع " عبد العزيز المبارك " .. وأقول ( بعض ) .. إذ من المستحيل تغطية كل جوانبها .. فالحديث عن شخصية هذا الفنان المتفرد المهذب الخلوق يطول .. ويطول .. ولذلك حاولت .. مجرد محاولة أن أقطف من كل روض زهرة كما يقولون ..




    لِن أغيّــر مَــن نفسـِـي
    لأجٍـل أي شخـِص
    ولـن أعبِــث بشخِصيتـي لآرضّي الاخريـِن
    أنَ لِـم تعِجبـك شخصيتـي!!
    ليِست مشكّلتــي فغـِــيرك يعشقهــَــا..

يعمل...