مرثية خليل فرح
آه يَا مُصَابْ ذَا المُجْتَمَعْ عَزِّيَه فِى فَقْد الخّلِيلْ مِنْ كَانْ اذَا يَأذِيَه
كَانْ بَدِنْ الحَفَاوة وكَانْ وَدِيعْ ونَزِيَه عَنْ الإِمْلاَقْ مُنَزَّه ايِّمَا تَنْزِيهَ
كَانْ يَعْفُو إذَا تَأذَى ويَحْتَرِمْ آذِيَه بَصَدْقِ غَيرْ مَلِقْ وعَليه خَيرْ يَجْزِيَه
زَلْزَلَتْ الدٌُّهُورْ مَا الكُنْتَ تَهْتَزِيَه خَدَاعَاتْ الدَهَاءْ مَا الكُنْتَ تَهْتَزِيَه
كَانْ صَافِى الضَّمِيرْ كَانْ الحِقْد نَافِيَه كَانْ شَهَمْ الامَامْ نُوعْ مِنْ حَسَدْ مَافِيَه
كَانْ صَفُوحْ وكَاْن يَبِشْ عَلى جَافِيَه كَانْ خَلْقاً كَرِيمْ عَنْ إنْتِقَامْ كَافِيَه
كَانْ زِنْدَ الزَّمَانْ وابَا الزَّمَانْ يَبْقِيَه خَلَّدْ ذِكْرَى تُغْنَى عَلى الزَّمَانْ بَاقِيَه
نَعَى السُّودَانْ الفَطِنْ الذِى يَرْقِيَه أتَدْرِى أيَّا خَلِيلْ بَمَاهُو مُلاَقِيَه
هَزَّاكِى البَرِيدْ يَا رُوحِى بَالتَأبِيَه تَزَعْزَعَتِى وارَاكِى الصَّبُرْ تَقْتَصَبِيهَ
سَكَبْتِى دَمْعَة الجَافِى وأسَاخَه بَنِيَه فَمَا أنْتَحَبْ الادَبْ كَنَحِيبْ إبْنِ لابِيَه
تَرَفْرَفْ رُوحِى مَزْعُورَة الضَّرِيحْ تَأوِيَه إسْتَرَّحَمَّتْ مِنْ فَرْطَ البُكَا التَأوِيَه
إذَا اسْتَنْصَرَتْ صَبْرِى فَكاَنْ بَالتَمْوِيَه فَالجِّدْ والحَزَمْ يَبْكُوا الأدَبْ وذَوِيَه
إشْتَقْنَا بَكْ اللَّحُوقْ اذْ دَمَعْنَا نَذْرِيَه كُرْهاً فِى الحَيَاتْ والآتِى لانَدْرِيَه
إذَا الادَبْ إكْفَهَرْ لَّيلَه وكَسَفْ بَدْرِيَه ومَا عَبَّرْ رَسَانَا أسَانَا وإنْتَ دَرِيَه
دَامِى جُرَحْ فُوادِى والفَدَمْ مَبْرِيَه لَولا دِمَوعِى كَادَتْ عَبْرَتِى تَهْرِيَه
دَهَمْ شَخَصْ الوَطَنْ فَكَيفْ لا أُآسِيَه فُوقْ مَا أسْتَطِيعْ أقْسِى القَسَى مَقَاسِيَه
عَلى فَقَدْ الوَطَنْ وعَجَزْتُ أنْ أرَثِيَه فَبِى سَرِفْ العُيُونْ بَحَرْ الدَّمَعْ أحَسِيَه
تَزْدَادْ رَوعَتِى لاَ أرَى لَو شَبِيَه فِى الذَّاتْ والصِّفَاتْ ذَاكْ عِّزٌ عَنْ تَشْبِيَه
صَدِيقِى لَو كَبَوتُ تَعْذُرْنِى وأنْتَ نَبِيَه حَبِيبَكْ والحَبِيبْ فَقَدْ الحَبِيبْ يَبْكِيَه
كُنْتُ أخُو الصَّفَا المَا خَالْطَه التَشْوِيَه كَانْ رُوحْ الادَبْ مَا كَانْ ذَا تَفْوِيَه
يَاوَطَنِى السَّلاَمْ نَعِى للوَدَاعْ تَنْوِيَه عَنْ مَا فِى ضَمِيرَكْ الذِى تَنْوِيَه
جَبَلْ عَلى الَحَزَّمْ أثَرْ الكِّرَامْ قَافِيَه فِى حُبْ الوَطَنْ حَقْ الوَطَنْ مُوفِيَه
يَثْبِتْ للجَّلَلْ بَالإِبْتِسَامْ يَخْفِيَه إنْفَقَدْ الذِى كُنَّا بَنَأمَلْ فِيَه
يُوفِى إذَا عَهَدْ انْ لَم نَكُنْ نَوفِيَه يَالَنَا مِنْ زَمَانْ نَكَدْ عَكَرْ صَافِيَه
لَو يُمْدَحْ نَبِيلْ الاَّ بِمَا يَلِيقُ بِيَه لَمَا مٌدِحَ الرَّسُّولْ بَعْد الكِتَابْ يَابِيَه
عُذْراً يَاصَدِيقِى الدَّمَعْ صَارْ دَمِيَه مُصَابُكْ لَو أصَابْ أبْلَدْ بَلِيدْ يَصْمِيَه
لايَعِى مَنْ مُصَابْ فَقَدْ الخَلِيلْ مَغْمِيَه بَتَأمُّلْ وانْسِجَامْ حَامِى الدَّمَعْ عَامِيَه
حَنَانْ الكَبَدْ لَيكُمْ طَوِيلْ أنِيَه دَاهَمْكَ الذِى قَدْ كُنْتَ تَسْتَانِيَه
أرْجِعى للرِّضَاء خَيرْ الرِّضَاء تَجْنِيَه فَالمَوتْ لَبَنْ ضَرَعْ الزَّمَانْ لَبَنِيَه
مَخْلُوقِينْ نَمُوتْ والدَّهَرْ البَعِيشْ يَشْقِيَه بَالعَبَرَاتْ وبَالكَأسْ المَرِيرْ يَسْقِيَه
بَجُودَكْ بَفَضْلَكْ يَاكَرِيمْ كَافِيَه غُفْرَانَكْ عَفْوكْ حِلْمَكْ رِضَاكْ وَافِيَه
بَفَضْلَكْ يَا مَولاَى كُنْ كَافِيَه واسْقِيَه مِنْ رَحِيقْ السَّلْسَبِيلْ صَافِيَه