إنتصار محمد الحاج «اجل كان العلم نظيفا جدا»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنتصار محمد الحاج «اجل كان العلم نظيفا جدا»

    اجل كان العلم نظيفا جدا


    امران يجعلانك كالواقف على جمار من النار شديدة التوقد هما :الانتظار الذى لايد لك فيه والتوقع الذى يعطيك احساسا كبيرا بالضعف والاكثر صعوبة منهما هو ان يتعلق هذان الامران بحياتك ويؤثران فيها تأثيرا مباشرا

    عزيزى القارىء ان تكون قويا ذو عزيمة وهمة عالية وكما تقول امى بداخلك قلب حار مقدام يعنى هذا ان تكون شقيا هميما تحمل هما لا يحمله الاخرون وترى اشياء لايرونها وهذا يعنى اتجاهك السريع لطريق لا يمشونه فتكون رفيق نفسك فيه غفارى المذهب ، تمشى وحدك وتنام وحدك وتصحو وحدك ولعلنا جميعا نعلم ماذا تعنى كلمة وحدة وما هو طعمها .احاطة الناس بك ومعرفتك لهم وضحكك وتانسك معهم ابدا لا يعنى انك ذو مشاركين لان لكل منهم مبرره الذى جعله يقترب ايا كان هذا المبرر الذى جعله يقترب منك. وهذا الاقتراب نفسه لا يعنى بأنك ذو صحبة صادقة تتألم لألمك وتفرح لفرحك وتحزن لبكاك

    قارئى الفطن العنف الذى اصبح يرسم لون العالم بلوحات من الدماء والدموع والغدر الذى اصبح يتخلل تعاملات الناس كلها حتى وصل الى وعود الاصدقاء والجبن الذى اصبح رداء للرجال والخيانة التى اصبحت ثوبا للنساء والشك الذى ملاء نفوس الاخرين ذلك الشك المحض الذى لايبرىء ابتسامة بريئة تخرج منك فوق ارادتك وان لم تكن تيمنا بقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه : ( تبسمك فى وجه اخيك صدقة ) . هذه الابتسامة عزيزى القارىء تحلل وتقيم اما ان تكون لاتفاق خفى لامر ما او تكون للوبى مقترح او تكون لخبث او سفه او تكون لاستلطاف بغرض ...........الخ .

    استشراء التزييف والتلون والخداع وموت الهمة والشهامة والحب الذى بات يحتضر هو الذى دعانى لكى اكتب ما كتبت ، نحن بحاجة الى ان يقف كل منا بصدق امام نفسه لكى يحدد معالمه الحقيقية ومعطياته لكى لا يدخل فى صراعات غير مبررة تأتى من دواخله لتنتشر لشعب بأكمله كالسم الزعاف حينما ينتشر بالجسد من لدغة ثعبان او عقرب . ماذا لو وقفنا مع انفسنا لدقائق نستجليها ونسألها بصدق : لماذا اصبحتى كذلك او لماذا كنا كذلك او كيف سنكون ؟

    حتى صراع الهوية هذا الذى يختفى كالنار تحت الرماد ثم يظهر لهبت نسيم هو من صنع ايدينا ومن رغبة فينا تتجه صوب الانقسام والاختلاف حتى صراع اللونية ولعل فيلسوفا ما فى احدى استضافة الاستاذ حسين خوجلى له فى برنامجه الناجح ( ايام لها ايقاع ) قال : ( اللون حالة زهنية )

    ان نظرنا بوطنية متجردة ووعى شديد للامور لوجدنا بأن صراعاتنا هذه التى تدمى وطننا وتعمق جراحه هى صراعات بمقدورنا حلها ومن العيب بمكان ان تكون سبب اختلاف ، نختلف لاننا ننظر لمصالحنا الضيقة وننسى وطننا وترابنا ، حينما كنا صغارا كان لنا ولاء شديدا لنشيد العلم ولطابور الصباح وفى كل الفصول حتى فى عز الشتاء القارس كنا نقف وننسى القرة وارتجافنا فى وسط دفء النشيد وحماسته ومعانيه حيث كنا نصطف لنجهر به باصواتنا القوية وفى حماس شديد تعلمناه من اساتذتنا ورضعناه من اثداء امهاتنا ورأيناه فى سلوك ابائنا واجدادنا ، كان العلم عندنا رمز سيادة وقوة وننظر له كالشىء المقدس ، كان العلم نظيفا جدا وجديدا دائما ويرفرف ، الان وبعد ان كبرنا واصبحنا نفهم وندرك اكثر وجدته فى بعض المؤسسات يوضع فى المخازن مغبرا ولا يخرج الا عند الاحتفالات الرسمية بقرار من المدير يضعه المراسلة اعلى المؤسسة ، خوفا من الرئيس وليس حبا فيه وفى مؤسسات اخرى رايته ممزقا وبال ولم يغسل ما هذا الهذه الدرجة هنت يا سودان ؟؟

    كيف ذلك والسودان هوية وثقافة والجنسية والا لما كتب على كل جنسايتنا فى مساحة الجنسية : سودانية ولا يصلح ان نطلق على انفسنا اعرابا فقط لان الهجرات العربية التى افرزت هذا الانسان السودانى الحالى قد فعلت تأثيها هذا منذ مئات السنين كما ولا يصلح ان نقول بأننا افارقة فقط لأن الهجرات الافريقية ذات التأثير القوى نفسه قد كانت منذ الاف السنين فنحن خليط بين هذا وزاك ولعل من لم يكن مختلطا بالمزيجين خلطه التزاوج والتصاهر وقد تصاهرنا وتزاوجنا حتى مع الاجانب والانجليز والطليان والموريتان والصومال والاحباش والبوسنيين وكل الاجناس التى فى العالم فهل سنأتى لخلق صراع هوية اخر بعد ان تأتى اجيالنا التى تعيش طفولتها الان لتحدد هل نحن افارقة ام عرب ام اوربيون .

    امدرمان يا قارئى العزيز هى اكبر دليل على ذلك لانها العاصمة الوطنية قولا وفعلا وبها كل الاعراق السودانية وغير السودانية وفى اختلاط عرقى جميل بالتصاهر والتزاوج مما اوجد انسان سودانى قومى جديد ذو موروث يحمل افضل الصفات الوراثية فى كل عرق وذو سمات وصفات خاصة ونزعات فنية راقية .

    قارئى الكريم سأظل دائما ادعو للصدق والحقيقة مع النفس ومع الاخرين ومع الوطن وان ننظر فى دواخلنا لنرى ما جنيناه عليها خيرا لنا من ان نسعى بوطننا الى الزوال وحتى الان فى العالم اجمع لا نميز بثروة او بصناعة او بتطور ولكن نميز اولا بشجاعة وبهمة وبصدق وامانة والسلوك الفردى يمكن ان ينتشر ليصبح سلوكا جماعيا وبالاتصال القوى والحب الحقيقى الذى يصل مرحلة التأثير والتأثر تنتهى كل الخلافات ونكون جميعا ايدين تصدغدر الزمن وقلوب على الغالى الوطن .

    وكل عام وشعبى الكريم بخير ومحرابى الحر يدعوكم لوحدة الصف و التعاضد ويبقى العلم دائما رمزا للكرامة وعنوانا لبلادنا

    وتحية وسلاما بلون الفل وبرائحة الياسمين .



    اقتراح باللون الاخضر :

    لماذا لا نقوم بتعليق علم السودان نظيفا وجديدا اعلى بيوتنا لكى نفهم معنى رفرفة العلم ونعى لماذا بكى الازهرى لما رفعه.

    البحر الزمان لملم هدومو وجف

    لبس الرملة توب اصبح صحارى اتخف

    زيى رايد صدوق راد البنية وعف

    الا مشاكلو كيف ينسى القرب والالفة

    شمسك اشرقت انسى الهموم ضهرية

    باكر فى الحساب لانوبة لاشايقية

    لا اولاد حسين لا دينكا لا جعلية

    الا الباقيات خليك ماسك فيا


    انتصار محمد الحاج
    Azizwagali


يعمل...
X