أزهري شرشاب «ايزيس والبحر 1»

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابو نمر
    • Jun 2025

    #1

    أزهري شرشاب «ايزيس والبحر 1»

    إيزيسُ يامسومةً بالدفءِ ،
    يا مملوءَةَ الكفّينِ وعداً ،
    وخُصوبهْ .
    يا ممزوجةً بالأرضِ ،
    فى بحرى ونبضى ،
    منكِ كان الحرفُ وصلاً ،
    حينما كنتُ أغنى ،
    صادحاً بالشوقِ ،
    مغروساً بعمقِ توهجى ألقاً ،
    على طينِ النداءِ البكرِ ،
    للأرضِ الحبيبهْ .
    كان حرفُ البوحِ طوعى ،
    كانَ شدوى عاطراً ،
    كانَ مملوءاً عذوبهْ .
    كانَ فى روحى نشيدُُ صاخِبُُ ،
    كانَ صوتُ الدنِّ مُبْتَلاً ،
    بدفءِ الوصلِ ،
    واللغةِ الخصيبهْ .
    أنتِ لى ،
    والبحرُ لى ،
    والآنَ كم لغتى جديبهْ .
    حرفُُ يُنَازِعُنى الوراءَ ،
    يشُدُّنى للعمقِ هاويةً ،
    على جمرٍ ،
    وأنتِ على شَفَا نبضى،
    طبولُُ صارخاتُ الوعدِ ،
    تقرعُ صمتَ داخلتى ،
    تُفجرنى نشيداً ،
    أزدرى لغتى ،
    وتفْجَعُنى المصيبهْ .
    مالها باتتْ سدودُ الصمتِ ،
    تحْصِرُنى ..
    وتخنقُ داخلى لحنى ،
    تُحاصِرُنى فقاقيعُ الأسى قسراً ،
    وتبدو الأغنياتُ البكرُ ،
    باهتةً كئيبهْ .
    باتتْ تصُكُ مسامعى دوماً ،
    أناشيدُ الردى ،
    تغتالُنى أسفاً ،
    حروفُ العُهْرِ ،
    والخطبِ المليئةِ بالفراغ ،
    الزيفِ ،
    واللغةِ الخئيبهْ .
    يا تُرى قدْ كُنْتُ وَحْدِى ،
    حينَ باعتنى الليالى للمنافى ،
    أسكَتَتْ عندى طبولَ الحرفِ ،
    صاغتنى بليداً ،
    سَرَّبَتْ لحنَ النشيدِ المُرِّ ،
    من رئتى ،
    والهتنى المصابيحُ الكذوبهْ .
    إيزيسُ ..
    يا محبوبةً تبغى غنائى ،
    تكتبُ الأحرفَ لى ،
    تُرسلُ الأشواقَ لحناً وخصوبهْ .
    الآنَ تسْكُنُنى الرطوبهْ .
    تتفلتُ الكلماتُ من بينى ،
    وتعتادُ التسكعَ بينَ أرصفةِ التساؤلِ ،
    والإجاباتِ الرتيبهْ .
    إيزيسُ هذا البحرُ منكِ ،
    وأنتِ من جسدِ الصلابةِ ،
    تخرجينَ إلىَّ ترياقاً ،
    وَتَنْسَرِبينَ فى روحى ،
    بشاراتٍ لدربِ الخيرِ ،
    تَنْتشرينَ دفئاً وعذوبهْ
يعمل...