نبذه : عن الفنان إبراهيم الكاشف

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبذه : عن الفنان إبراهيم الكاشف

    إبراهيم الكاشف ذلك البلبل الصدّاح
    بتحديثه لغناء الحقيبه قام الكاشف
    بعمل أكبر نقلة في تاريخ الغناء السوداني
    عندما نتحدث عن مدي التأثير الذي تركه المبدعون السودانيون في مجال فن الغناء ، فإننا يجب أن نقف إجلالاً وتعظيماً للراحل المقيم (إبراهيم الكاشف) ، وذلك لسببين ، الأول هو أن الكاشف وبحسه العميق وموهبته الفذة وألحانه الشجية إستطاع أن ينقل فن الغناء السوداني من الطابع الروتيني في اللحن وفي الأداء المتوارث في طريقة أغاني الحقيبه ،إلي طريقة الغناء الحديث الذي تصحبه الموسيقي الوترية، بل حتي قصائد شعر الحقيبة الخالدة ،قام الكاشف بإعادة تبويبها واضفي عليها الكثير من إحساسه الفني الفطري وأخرجها للجمهور بذلك الطابع التطريبي الذي إشتهرت به أما السبب الثاني فهو أن إبراهيم الكاشف قد صمد أمام دعاة عدم التجديد الذين كانوا يعتقدون بأن الإبتعاد عن أدب قصائد الحقيبه أو تعديل المسار في البناء اللحني لها يعتبر إنحرافاً بالفن في ذلك الزمان

    بقصائد سيد عبدالعزيز-كان الكاشف يحلق بصوته عالياً في تلك الرحلة بين طيات السحاب

    سيد عبدالعزيز -ذلك الشاعر الذي عاصر شعراء الحقيبه ، فكتب عدة قصائد، ثم كان مواكباً فكتب الغناء الحديث حيث وجد في صوت الكاشف وإمكانياته اللحنية الجديدة ما يستوجب التعاون معه في هذا المجال ، فكانت عدة روائع تغني بها الكاشف من كلمات شاعرنا الراحل سيد عبدالعزيز، فهو قد كتب له (إنت عارف) ، والتي وضع لها الكاشف لحناً فرائحياً خالداً ، كان يرتفع فيها بصوته العالي ذاك ، كان صوتاً نقياً ، لا خدش فيه أو(شخشخة) ، وهذه ميزة الراحل الكاشف ، حيث يُجمع كل محبي الفن أن صوته كان ملائكياً و كان صوتاً به إمكانيات هائلة وعالية جداً ، خاصة في الغناء الذي يتتطلب جهداً بطبقة صوت عالية ، كان يؤديه وهو في غاية الإرتياح ، دون أن تري أي إجهاد علي تقاسيم وجهه كان يقول والجمهور يطرب له -:

    زورنا مره يا حبيبنا مره
    بلاك أشوف النور ظلام

    وأذوق طعم الحاجه مُـّره

    لما رأيتك بالقرب مني

    بسعد أظني هل تدري إني

    أحس بعظمه وشان كبير

    أفرح كتير فرح كبير

    وأكاد أطير من الفرح

    والأمل أحيا وأحالف المسره

    بس زورنا مره تاني مره

    ذكر الاستاذ محمود ابوالعزائم في كتابه سحارة الكاشف الصادر عن دار الفكر والمطبوع ببيروت ان الفنان ابراهيم الكاشف اشهر نجاري السحارات قد بدأ حياته الفنية شيالا مع المطرب ياي سائق اللوري ، كان الغناء في تلك الفترة وعلى رأي جدة الكاشف رجس من عمل الشيطان فكانت تطارد حفيدها طوال كل ليل حتى تجده فتنهال عليه ضربا وامام المتفرجين وكان الكاشف يقابل تلك الشدة بالاصرار على الغناء وكانت تقابل اصراره على الغناء باصرارها على الضرب الى ان انتصر الفن وانهزم الضرب واذا ذلك كانت الاسر تحجم عن طلبه في احياء حفلاتها خوفا من اغضاب اهله... لكن الكاشف الذي كان يعد نفسه لرسالة عظيمة انتقل من مرحلة الشيال الى المطرب القائم بذاته حيث فرض نفسه على طلاب المدارس العليا وقت ذاك عندما غنى بمسرح نادي النيل لذلك عندما جاء للغناء بالاذاعة جاءها فنان كبير تسبقه شهرته.. ولمعرفة بعض الجوانب الخفية في حياة الكاشف وبما ان الاستاذ محمود ابو العزائم احد معاصريه ذهبنا اليه ليحدثنا عنه في هذه المساحة مواصلة لمعرفة
    الاسباب التي ادت الى عبقرية الكاشف.

    عندما حمل الجمهور الكاشف على الاعناق الى مكان الحفل:
    يقول الاستاذ محمود ابو العزائم ان السبب في عبقرية الكاشف بالاضافة الى ذكائه والى من هم حوله فقد كانت له اوركسترا عام 34 -35 مكونة من الامين محمد احمد «كعورة: عالم الفلك المشهور وعبد الرحمن احمد يوسف عازف البيانو خريج زراعة وصغيرون الزين صغيرون وزير ري والمهندس محمود جادين وقد اتي للاذاعة برسالة لعبيد عبد الرحمن الذي كان يعمل ترزيا بالمخازن والمهمات وكغيره من الكثيرين لم يعره عبيد عبد الرحمن اهتماما وطلب منه ان يحضر اليه بعد يومين وبعد خروج الكاشف دخل سرور وقال ان ختان اولاده بعد بكرة وهو يريد مغنيا اذ لا يعقل ان يغني بنفسه في الحفل وتصادف ان تكون المناسبة متزامنة مع مواعيد الكاشف وقال عبيد عبد الرحمن للكاشف سوف تدخل امتحانا فيه كل الاعيان وكبار الفنانين وكان الكاشف يغني بالرق واول اغنية غناها « الشاغلين فؤادي » لعلي المساح الذي كان وقتها في مدني والمعروف ان سرور رجل طروب فطرب من غناء الكاشف حتى الثمالة وعند نزوله امسك بالكاشف من يده واشهد الحاضرين.. بانه نوى الحج لكنه ارجأ عزمه حتى يجد من يخلفه ووجده الان مشيرا الى الكاشف واصبح الكاشف احد اهم اربعة فنانين وهم حسن عطية واحمد المصطفى وعبد الحميد يوسف والكاشف، وكان وقتها لكل فنان شلة حيث يقول الشاعر القصيدة للشلة ويعدل فيها ويتم تلحينها وتعدل حتى تستوي ثم تأخذ طريقها الى الاذاعة فلم تكن له شلة لكنه كان ينقي من الشلل بعض الاعضاء بالاضافة الى اصدقائه وعلاقاته مع الناس في حي « الزهور فتحت» بالخرطوم.

    ويقول ابو العزائم:« عندما تذهب اليه تجد عبيد عبد الرحمن يرتدي بنطلونه الكاكي وخالفا رجليه وكانت له عادة مسك شعره في ثناء الحديث ويقول « انا عملت قصيدة وعملت لهيا لحن هيكلي» وكنا نضحك في « لحن هيكلي» اذ دائما ما يستخدمها ونستمع لها جميعا ويكون الكاشف في خدمة ضيوفه داخلا وخارجا باكواب الماء ثم يطلب بان تعاد له مرة اخرى ثم يقول « الكلمة دي تتغير.. ويرد عليه عبيد .. عندك بديل.. يقول نعم.. ويظل يغير في كلمات ولحن الاغنية ثم يغنيها بغير لحن عبيد الهيكلي وانما بروحه.

    والمعروف ان الكاشف كان نجارا وتطور عمله وفتح معرضا مجاورا لترزي مصري هو خليل الاسكندراني حيث كنا نجلس انا وعلي المك وامام عبد الجواد وآخرون وفي مدة حين حدث لقاء السحاب بين عبد الوهاب وام كلثوم ، جلسنا في ندوتنا الصباحية وكان الكاشف يحلل قصيدة « انت عمري» بيتا بيتا كان يقول لنا.. ارقصها هنا.. وهنا « اخرجها من القرن التاسع الى العشرين» وعندما جاءت الصحف المصرية لم تأت بجديد عما قاله لنا الكاشف ولم يتناول النقاد المصريون القصيدة كاملة كما تناولها الكاشف.

    اشتهر الكاشف بخفة الدم واذكر مرة سألنا رحمي سليمان قائلا ان توتي عندما يفيض النيل تصبح بعيدة وبعد الفيضان تكون قريبة فرد له الكاشف قائلا عندما يفيض النيل تكون فوق النظر وعندما ينتهي الفيضان تكون تحت النظر .. لكن احيانا تنسب له اشياء لم يقلها وهذا ما حدث في اغنية الزيارة حيث قيل انه عندما دخل معهد محو الامية قرأ «حبيبي آه قلبي تاه يوم الزيارة» وبعد تعلمه القراءة قرأها حبيب 51 « واحد وخمسين» وهذ قصة لا اساس لها من الصحة ويعتبر الكاشف هو الفنان الوحيد الذي كانت له صلات بمطربين من خارج السودان وكان يدعوهم في بيته، وقبل الميكرفونات كان شرط العديد من كبار الفنانين ان يغني قبل الكاشف لان الناس في الحفل كانوا يأتون من اجله وفي احدى المرات انقطع البنزين بالعربة التي كانت تأخذه الى مكان الحفل فحمله الناس على اكتافهم حتى مكان الحفل حين كان الحفل مقدرا والشعب « ماليهو غيرو».

    عند تشييعه بمقابر احمد شرفي غنى الفنان صديق الكحلاوي اثناء الدفن « روضتي الغناء» وشيعه آلاف الناس ، كانت له زوجتان احداهن قريبته من مدني والاخرى تدعى نوال وهي التي غنى لها «ننو ياننو».
    Azizwagali


يعمل...
X