خواطر ترجمان
كفاح لا تحد له حدود
وجد زانه عزم أكيد
جهاد في الحياة بلا توان
ولا تنفك تتصل الجهود
ولم يك للخمول بنا مقام
ولم ينزل بساحتنا ركود
عناء في الحياة له نذرنا
وفي عدن يحق لنا الخلود
موارد للعذاب لها ذهبنا
فلا كان الذهاب ولا الورود
من الخرطوم جيء بنا بصك
وعقد كم تكبله قيود
هجرنا على رغم اشتياق
ونخشى أن يطيح بنا صدود
وفي السودان بالجد افتخار
فنحن (أفارق) عرب وسود
وفي السودان جنات ونخل
ووديان تغص بها الفهود
عرفنا في الشعوب كما عرفنا
بأننا في معاركنا أسود
ويغبطنا رباط العرب فينا
بحمير إذ تناقلته العهود
ولدى الندى للضيف عون
كحاتم دأبهم كرم وجود
ولسنا مدعيين بغير حق
فقول الصدق تدعمه الشهود
طموح المرء يدفع لاغتراب
إذا ضاقت وأصناه القعود
لقد أغرى هيوبك راغبينا
فصدقنا وأغرتنا الوعود
بلا حول لكارثة أطعنا
وكل قانع أو قل ومقود
وجئنا قانعين بما غنمنا
ولم نك عن حظيرته نحيد
ظننا أن فريته نعيم
ننال ثمارها مما نصيد
جرينا مسرعين إلى شراك
وفي ذعر كما يجري الطريد
مضينا نحو شارينا سراعاً
وقاد زمام زمرتنا النقود
تسابقنا إليه بلا تراخ
وفي عجل وقد دحرت وفود
لنا شهران في جلد وفي صبر
وما في الأمر شيء أو جديد
نؤمل أن يشاد بنا أداء
ففضل المرء يذكره المشيد
فمنا من له ولد وزوج
وعاش الدهر يؤنسه الوليد
ومنا من يراوده اقتران
وتملأ قلبه حور وغيد
كفتيان أشاعوا البشر فينا
يزين شبابهم عقل وعود
على شيم الرجال بلا نظير
وشاهد ذلك الخلق الحميد
وبعض لا يضايقه عناء
لأن شعاره منها رصيد
لقد سيقوا إلى الجلاد طوعا
بل انصاعوا كما سيق العبيد
وكان يجرهم جرا إليها
زحام الصف والعد العديد
ومهما قيل عن مال ورزق
وما يحوي من الذهب الوجود
فان البيت ليس له قريب
يضارعه وليس له نديد
ومن عجب نعيش هنا فرادى
وكيف يترجم الرجل الفريد
ودين الحق يربطنا بنهج
يكمل نصفه البيت السعيد
ولا ندري انقضى نحو عام
أم الأعوام تتلو أم تزيد
ريالات يضيق الجيب عنها
ويحسدنا على نيل حسود
يغزلها التراجم كل شهر
يذيب جحيمهم منا المزيد
نعالج ما استطعنا ليت شعري
ومالك أمرنا شرس عنيد
نحاول أن نكف الهم عنا
بلا جدوى فيرغمنا شرود
وبكتل - يا إلهي- أرهقتنا
ونسألها القليل فلا تجود
نسائلها الإجابة في انتظار
فلا تبدي الجواب ولا تعيد
يطول دوامها صبحا وليلا
فيوهن عزمنا الوقت المديد
لنا ستون منذ بها حللنا
فضاق الرحب إذ ضاق الصعيد
قواميس اللغات لها رنين
وتزحم دارنا منها حشود
ويا لخواجة يختال فينا
لترجمة تنوء بها العقود
ورغم شراسة تبدو لعيني
فإن خواجتي حقا شديد
يخاطبني وفي حزم عجول
ويطلب ما يراه وما يريد
ولهجته تنم عن التعالي
يغلف بعضها قول مفيد
رضينا ما أراد الله فينا
فرائد جمعنا أمل وطيد
توكلنا عليه بلا شريك
لأن الله مقتدر مجيد
ليلهمنا عل البلوى عزاء
فرب الكون أكبر من يكيد
ونشغل بالصلاة عن انشغال
بدنيا الناس يقهره السجود
وأنات القلوب على بريد
من الخرطوم توجزها ردود
وللدمام يدعونا خميس
لذي قربى ويجذبنا ثريد
ومن ظهران نرسلها تحايا
بها أشياء ضمتها طرود
نعود وملء أيدينا صنوف
بها لقضاء حاجتنا وقود
لقد ضقنا بأطعمة ولحم
من الأبقار يصنعه الهنود
اذا ما النحس ظاهرنا لحين
فنرجو أن يطالعنا سعود
ومازلنا إلى الخرطوم نهفو
وان صدق الحساب فقد نعود
لأجل المال قد جاءوا جميعاً
وغايتهم إلى العليا صعود
فإن دامت إقامتهم طيولا
فذالكم العذاب ولا محيد
وإن حلت منيتهم عذاباً
فقد يقولون ما يلقى الشهيد
وبعض الفضل نذكره بحق
فلم يخدش مبادئنا جحود
وإني شاعر في الضاد فذ
وما أنا ذلك الغر البليد
وهل أستطيع إيفاء لوصف
أفصله وقد عجز القصيد
ويبدو أنني أدركت شأواً
فنالت منه قافية الشرود
لأن شعارنا فيما ذكرنا
كفاح لا تحد له حدود
الأحد 3/2/1980م16/3/1400هـ
كفاح لا تحد له حدود
وجد زانه عزم أكيد
جهاد في الحياة بلا توان
ولا تنفك تتصل الجهود
ولم يك للخمول بنا مقام
ولم ينزل بساحتنا ركود
عناء في الحياة له نذرنا
وفي عدن يحق لنا الخلود
موارد للعذاب لها ذهبنا
فلا كان الذهاب ولا الورود
من الخرطوم جيء بنا بصك
وعقد كم تكبله قيود
هجرنا على رغم اشتياق
ونخشى أن يطيح بنا صدود
وفي السودان بالجد افتخار
فنحن (أفارق) عرب وسود
وفي السودان جنات ونخل
ووديان تغص بها الفهود
عرفنا في الشعوب كما عرفنا
بأننا في معاركنا أسود
ويغبطنا رباط العرب فينا
بحمير إذ تناقلته العهود
ولدى الندى للضيف عون
كحاتم دأبهم كرم وجود
ولسنا مدعيين بغير حق
فقول الصدق تدعمه الشهود
طموح المرء يدفع لاغتراب
إذا ضاقت وأصناه القعود
لقد أغرى هيوبك راغبينا
فصدقنا وأغرتنا الوعود
بلا حول لكارثة أطعنا
وكل قانع أو قل ومقود
وجئنا قانعين بما غنمنا
ولم نك عن حظيرته نحيد
ظننا أن فريته نعيم
ننال ثمارها مما نصيد
جرينا مسرعين إلى شراك
وفي ذعر كما يجري الطريد
مضينا نحو شارينا سراعاً
وقاد زمام زمرتنا النقود
تسابقنا إليه بلا تراخ
وفي عجل وقد دحرت وفود
لنا شهران في جلد وفي صبر
وما في الأمر شيء أو جديد
نؤمل أن يشاد بنا أداء
ففضل المرء يذكره المشيد
فمنا من له ولد وزوج
وعاش الدهر يؤنسه الوليد
ومنا من يراوده اقتران
وتملأ قلبه حور وغيد
كفتيان أشاعوا البشر فينا
يزين شبابهم عقل وعود
على شيم الرجال بلا نظير
وشاهد ذلك الخلق الحميد
وبعض لا يضايقه عناء
لأن شعاره منها رصيد
لقد سيقوا إلى الجلاد طوعا
بل انصاعوا كما سيق العبيد
وكان يجرهم جرا إليها
زحام الصف والعد العديد
ومهما قيل عن مال ورزق
وما يحوي من الذهب الوجود
فان البيت ليس له قريب
يضارعه وليس له نديد
ومن عجب نعيش هنا فرادى
وكيف يترجم الرجل الفريد
ودين الحق يربطنا بنهج
يكمل نصفه البيت السعيد
ولا ندري انقضى نحو عام
أم الأعوام تتلو أم تزيد
ريالات يضيق الجيب عنها
ويحسدنا على نيل حسود
يغزلها التراجم كل شهر
يذيب جحيمهم منا المزيد
نعالج ما استطعنا ليت شعري
ومالك أمرنا شرس عنيد
نحاول أن نكف الهم عنا
بلا جدوى فيرغمنا شرود
وبكتل - يا إلهي- أرهقتنا
ونسألها القليل فلا تجود
نسائلها الإجابة في انتظار
فلا تبدي الجواب ولا تعيد
يطول دوامها صبحا وليلا
فيوهن عزمنا الوقت المديد
لنا ستون منذ بها حللنا
فضاق الرحب إذ ضاق الصعيد
قواميس اللغات لها رنين
وتزحم دارنا منها حشود
ويا لخواجة يختال فينا
لترجمة تنوء بها العقود
ورغم شراسة تبدو لعيني
فإن خواجتي حقا شديد
يخاطبني وفي حزم عجول
ويطلب ما يراه وما يريد
ولهجته تنم عن التعالي
يغلف بعضها قول مفيد
رضينا ما أراد الله فينا
فرائد جمعنا أمل وطيد
توكلنا عليه بلا شريك
لأن الله مقتدر مجيد
ليلهمنا عل البلوى عزاء
فرب الكون أكبر من يكيد
ونشغل بالصلاة عن انشغال
بدنيا الناس يقهره السجود
وأنات القلوب على بريد
من الخرطوم توجزها ردود
وللدمام يدعونا خميس
لذي قربى ويجذبنا ثريد
ومن ظهران نرسلها تحايا
بها أشياء ضمتها طرود
نعود وملء أيدينا صنوف
بها لقضاء حاجتنا وقود
لقد ضقنا بأطعمة ولحم
من الأبقار يصنعه الهنود
اذا ما النحس ظاهرنا لحين
فنرجو أن يطالعنا سعود
ومازلنا إلى الخرطوم نهفو
وان صدق الحساب فقد نعود
لأجل المال قد جاءوا جميعاً
وغايتهم إلى العليا صعود
فإن دامت إقامتهم طيولا
فذالكم العذاب ولا محيد
وإن حلت منيتهم عذاباً
فقد يقولون ما يلقى الشهيد
وبعض الفضل نذكره بحق
فلم يخدش مبادئنا جحود
وإني شاعر في الضاد فذ
وما أنا ذلك الغر البليد
وهل أستطيع إيفاء لوصف
أفصله وقد عجز القصيد
ويبدو أنني أدركت شأواً
فنالت منه قافية الشرود
لأن شعارنا فيما ذكرنا
كفاح لا تحد له حدود
الأحد 3/2/1980م16/3/1400هـ

