التيجاني يوسف بشير «هزار الرُبى»

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يوسف عوض الباري
    :: المديـــر العـــــام ::

    • May 2010
    • 5332

    #1

    التيجاني يوسف بشير «هزار الرُبى»

    وَداعاً هـزار الرُبـى وَالأَكَـم أَريش الجَنـاح وَسيـق القَـدَم
    يَطـوف بِالقَلـب شَتّـى المَنـا زع هَذا يَطـول وَهَـذا اِقتَحـم
    وَذكري تَجيء وَأُخـرى تَمُـر وَلَيـل تَقضـى وَفَجـر أَلَــم
    أَمُستَرجـع أَنـا بَعـد الشَبـاب سنـي الصِبـا وَأدكـار الذِمَـم
    أَفَضت مِن الحَجر فيمَن أَفـاض وَزَايلـت مَهـدي فيمَـن بـرم
    أَرواح فـي صَبيـة وادعيـن سَواسيـة كَصِـغـار النِـعَـم
    وَأَغدو عَلى البكـر المُشرِقـات إِلَيـكَ وَفـي الحالـك المدلهـم
    بِجانحة الفَجـر فَـوقَ الوِهـاد وَغاربة الشَمـس بَيـنَ القِمَـم
    يَصعد بي خافق فـي الفَضـاء يَسوق الصِبـا وَيَقـود الهَـرَم
    جَناحـاه يَختَرِقـان الـوُجـود وَعَينـاهُ تَقتَنِـصـان الـعَـدَم
    عَلـى متـن هافيـة الصَبـاح مَسومـة مـا بِهـا مِـن سَـأم
    رَخاء كَمثـل اِنحِـدار النَعيـم عَلى وَجنَتـي رَخـوة المُستلـم
    عَلى مَن مُقَرب مِن سَريع الخَيال وَخاطِـرَة مَـن بَهيـج النِعَـم
    وَسابِحَـة مِـن بَـنـات الأَوز وَرفاقـة مِـن بَنـات الرخـم
    وَطَلق مِن الفكر حـر يَطيـف بِدُنيـا الفُنـون وَدُنيـا النَغَـم
    يَطير إِلى الدَهر بِـي وَالقُـرون وَيوغل بِـي فـي زَوايـا أَرَم
    وَفي الفكـر مركبـة لِلنُفـوس وَفـي الأَرض مُدرَجـة لِلقَـدم
    إِلى نَـدوة كَمَطيـف الرَجـاء منـضـرة كَبَلـيـغ الكـلـم
    إِلى مَجلـس نَطـف بِالدُعـاء تُصان الحُقـوق بِـهِ وَالحَـرَم
    إِلى مَعهَـد أَنـتَ يَمنـى يَديـه قَدامـاه أَنـتَ قَسـا أَو رحـم
    تَطيـر بِـهِ صَعـداً لِلسَـمـاء لنبـع بِهـا دافــق بِالحـكـم
    لِينهل مِـن نَبعهـا المُستَفيـض هُـدى أَممـاً وَيَقيـنـاً أَمــم
    تَدفعـه فـي سَبيـل الخُـلـود وَتَقحمـه فـي مَجـال العظـم
    دَرجت بِكَفيك حَتّـى اِنفَـرَدَت أَناصـب دَهـري حَمـداً وَذَم
    وَها أَنا في سـروات الشَبـاب عَلـى جانـح مُستَشيـط أَحـم
    أَطل عَلى فائـت فـي صِبـاي فَالمـح بارقـة مِــن شَـمـم
    أَرى لَكَ بَينَ الصِبـا المُستَـرد مَـآثـر خَفـاقـة كَالـعـلـم
    وَأَلمَح فَجـراً مِـن الذِكريـات يُبـدد مِـن جانبيـه الظُـلـم
    حسيـن أَناتـك أَن تَستَـخـف وَريـث فُـؤاد أَن يَضـطـرم
    نَزَعت مَع الفكـر حَـر الفُـؤاد إِلى غاية فـي ضَميـر العَـدم
    مَنازع ذي مَذاهب في الوُجـود خَطير وَذي شَرعة فـي القَلَـم
    أَراكَ تُفَكـر مــاذا لَـدَيـك لَعَلـك تَمخـر فـي كُـل يَـم
    يَطل بِعَينيك جَـو يَشيـع اللـج اج بِــهِ وَيَشـيـع الـقَـتـم
    أَراكَ تُفَكـر مــاذا لَـدَيـك أَرى عَثيراً في الفَضـاء أَستلـم
    أَرى ثَــورة وَأَرى أَنفُـسـاً ظـمـاء كَآمالـهـا تَحـتَـدم
    عَلى عارضيك خَيال المظفـر فـي بَأسِـهِ وَوَقـار الحـكـم
    وَفي ناظِريـك سُهـوم المـف كـر آونـة وَسـؤال الأَصَـم
    تُحاول في الكَون مَجـد الغُـزاة وَكَـم ذا تُحـاول مَجـداً وَكَـم
    وَتَحلـم بِالمـلـك بِالطَـمـوح وَيـا لِلسُمـو وَيــا لِلشِـمَـم
    وَتَرمـي بِنَفسـك بَيـنَ الهَـوا جس في زاخر لِلأَماني خَضـم
    إِذا اِرتَطَمـت مَوجـة بِالحَيـا ة رَمَيت بِنَفسك في المصطـدم
    وَما تِلكَ في جَنَبـات الطَريـق قَذفـت بِهـا كِاِنفِجـار الحِمَـم
    وَأَلهَبتهـا ثَـورة فـي البِـلاد عَلى جانِبيهـا يَشـب الضَـرم
    تَأكُـل أَغرارهـا الواهِمـيـن وَتَسحق مِـن كِبرِيـاء العِمَـم
    تَنظُر نَواجمهـا فـي الطِبـاع وَعَقبـى نَتائجهـا فـي الشِيَـم
    كَأَنب بِمصـر وَقَـد لامَسـت يَــداكَ مَقطمـهـا وَالـهَـرَم
    تَمُـد يَـداً مِـن وَراء الحَيـاة وَأَذرعـة مِـن وَراء الـرَجـم
    تُعانق فيـكَ الفَتـى العَبقَـري وَتَكبـر رَمـز الشَبـاب القـدم
    وَما مَصر لَولا عَوادي الحَيـاة بِمجدبـة مِـن دُعـاة الـكَـرَم
    وَلَما اِعتَزمت لِمَصـر الذَهـاب وَآن لِـرَأيـك ان يَـنـحَـزم
    جَنحت إِلى مَزهري فَاِنتَزَعَـت مَلاحن فيهـا الهَـوى وَالأَلَـم
    شَـدَدت بِكَفـيـك أَوتـارَهـا وَأَودَعت فيهـا شَجـيّ النَغَـم
يعمل...