مُحَاولة لعِلاجِ مُهرٍ مَرِيض


ما إنتَفَـعْنـا بالسُهـادِ وما انتَفـعْ

كُلَّمـا استدرَجتُـهُ مِنها رَجَـعْ

قَـلبىَ المبـهُورُ أدمَـنَ حُـبَّـها

جِـسْمىَ المنحولُ يوماً ماشَفَـعْ

كُلَّمـا قُـلتُ استَرِيحـا هَـرْولا

للعُـيونِ السُـودِ أيَّـامْ الجُـمَعْ

طَفْـلةٌ مَعسولةٌ يُخْـشى بأسُـها

لو بَـناتُ الحىِّ وهوَ هنا تَقَـعْ

كُلِّمـا حَـانَ وِصالى أجفَلَـتْ

كالظِباءِ السُمْرِ فى وادى سَـلَعْ

ما أحَـجْـناهُ لِـفَـيضٍ غَيرَنـا

مِنْ أصيلِ الشِعرِ أُنـسِ المُجتَمعْ

أسْـبِلى يا "بَاثِنُ" الطَـرفَ الذى

كُـلَّمـا جَـالَ بِنا عَــمَّ الهَـــلَعْ

مِـنْ قَـديمِ الدَهـرِ عَـلَّمنى أبى

شِـيمَةُ الإنسانِ يُفْـنِى ما جَمـعْ

كُـنْ جَـواداً يا بُنى كُنْ سَـاحلاً

ما لَـصِيقُ الأرضِ إلاّ وخَـنَـعْ

أشعَـلَـتْ "باثِنُ" فِـينا مَجْـدَنا

وانْطَـلَقْـنا مِـنْ قِـبابٍ وتُرَعْ

لَـنْ تَرينى بائِـساً يَـومَ الطَوى

لَسْـتُ بالمِهزالِ فى يَـومِ الشَبَعْ

إنَّ فى الدُنْـيا رِجَـالاً هَـدَهـا

صَحْـوةُ المَنْـسِى ودَربٌ للفزَعْ

إنْ تُريدى يا "باثِنُ" إسْـعادَنـا

كُـلُّـنا فى الرَكبِ للحَادى سَمعْ

عَذبةُ الإيناسِ يَحْـكى صَوتُهـا

بَـحـَة الآذانِ ما شَـحَّ الوَرَعْ

قَـبلَ أنْ ألْـقى "بُـثينَ" قَبلَهـا

كانَتْ الأحْـلام تُشـرَى كَالسِـلَعْ